مازالت الزيارة التاريخية لسمو ولي العهد إلى الولايات المتحدة تثير موجات من الإعجاب والتنويه في مختلف أنحاء العالم. فقد كانت زيارة غير مسبوقة بكل المقاييس، واستقبالًا أسطوريًا لسموه، انعكس على مستوى الشراكات الكبرى وتوقيع العديد من العقود بين البلدين. وتمكّن سمو ولي العهد، بذكائه وفطنته وحنكته السياسية كقائد وفيّ لشعبه، من تحقيق إنجازات ومشاريع مهمة، من بينها التفاهمات الخاصة باكتساب الرقائق الإلكترونية لتطوير الصناعات العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي، إضافة إلى مشاريع الطاقة النووية النظيفة، بما يمنح المملكة دورًا محوريًا في موازين النفوذ والتنافس بين القوى الكبرى، ويجعلها مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا الحديثة.
أما نجاح سموه في إبرام صفقة الحصول على طائرة F35 من دون أي شروط – وخاصة شرط التطبيع الذي روَّج له بعض الحاقدين والأغبياء – فسيكون له بالغ الأثر في تعزيز الأمن القومي السعودي، وفي استقرار منطقة الشرق الأوسط عمومًا. وبهذا الإنجاز تتبدّد أطماع بعض القوى الإقليمية، إذ باتت المملكة رقمًا صعبًا وقوة مهيبة يُحسب لها ألف حساب إقليميًا ودوليًا.
كما فتحت هذه الزيارة آفاقًا جديدة للسلام، إذ كانت القضية الفلسطينية والأزمة السودانية حاضرَتين على طاولة المباحثات بين القيادتين السعودية والأمريكية. ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة بوادر انفراج لهذه الأزمات التي أنهكت شعوب المنطقة.
هنيئًا للشعب السعودي بما حملته هذه الزيارة المباركة من مكاسب ونجاحات على مختلف الأصعدة.



