في زمن يشهد تحديات أمنية متصاعدة في مختلف بقاع العالم، تبرز المملكة العربية السعودية كأنموذج راسخ في حفظ الأمن والاستقرار، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على صعيد الأمة الإسلامية والعربية كافة، بما تحمله من دور محوري في خدمة الحرمين الشريفين ورعاية شؤون المسلمين حول العالم.
وتشهد المملكة العربية السعودية نهضة أمنية متكاملة، بفضل السياسات الحكيمة التي تنتهجها قيادتها الرشيدة، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. فقد أسهمت هذه السياسات في بناء منظومة أمنية متطورة، قائمة على الاحترافية والابتكار التكنولوجي، ما جعل المملكة من أكثر الدول أمانًا واستقرارًا في المنطقة.
ويشعر المواطن والمقيم على حد سواء بثمار هذا الاستقرار، الذي مكّن البلاد من المضي قدمًا في مشاريع تنموية عملاقة، وتحقيق قفزات نوعية على مختلف الأصعدة، دون أن تغفل عن رسالتها الإسلامية والإنسانية والعالمية.
والمملكة العربية السعودية، منذ تأسيسها، جعلت من خدمة الحرمين الشريفين أحد أهم أولوياتها، وخصصت لذلك إمكانات هائلة ماديًا وبشريًا وتقنيًا. وتُعدّ مواسم الحج والعمرة خير شاهد على الجهود السعودية في توفير أقصى درجات الأمن والأمان والسلامة والراحة لضيوف الرحمن.
ففي كل عام، تُدير المملكة أكبر تجمع بشري في العالم ضمن خطة محكمة تشمل الأمن، والصحة، والنقل، والاتصالات، ما يضمن أداء الشعائر بكل يُسر وأمان. كما لا تتوقف أعمال التوسعة والصيانة، التي تعكس اهتمام القيادة الراسخ بخدمة الإسلام والمسلمين.
وإلى جانب الأمن الميداني، تقود المملكة جهودًا فكرية لمحاربة التطرف، وتعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال، عبر مؤسسات ومبادرات، ويُعد مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أكبر شاهد على ذلك، كالحوار الديني والثقافي. كما أنها تضطلع بمسؤولية إنسانية كبيرة من خلال دعمها السخي للدول الإسلامية الفقيرة والمنكوبة، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
كما تؤدي المملكة دورًا سياسيًا ودبلوماسيًا فاعلًا في الدفاع عن قضايا المسلمين، والتصدي لمحاولات الإساءة للإسلام، وتعزيز صوت الاعتدال والتسامح في المحافل الدولية.
ختامًا
ما تحققه المملكة العربية السعودية اليوم من أمن داخلي واستقرار إقليمي، وما تبذله من جهود لخدمة الإسلام والمسلمين، يجعلها بحق مفخرة ومنارة يُحتذى بها في الجمع بين الحفاظ على السيادة الوطنية والقيام بالدور العالمي في آنٍ واحد.
ومع رؤية 2030، تتجه المملكة إلى مزيد من التطور، مع الحفاظ على جذورها الراسخة وقيمها الدينية الأصيلة، ما يجعلها بالفعل قلب العالم الإسلامي النابض، وواحة أمانٍ واستقرار مستدام، بمشيئة الله.