لبناء مستقبل أفضل، تمر السعودية بانتعاشه اقتصادية هائلة، نتيجة للاستقرار السياسي والمستوى المرموق الذي أصبحت عليه القدرات الذاتية للكوادر والكفاءات الوطنية، والجو العام من الثقة التي ساهم إلى حد بعيد في هندستها سمو ولي العهد، اعتمادًا على معرفة دقيقة لحاجيات البلاد المستقبلية ورؤيته الاستشرافية 2030، التي تعبر عن اهتمامات الجيل الجديد من الكفاءات التي تنفق عليها الدوائر الحكومية بسخاء لاكتساب معارف ومهارات وعلوم في عالم المال و الأعمال.
وقد أجمع الملاحظون على أن الاقتصاد السعودي ينمو بوتيرة جيدة، حيث تجاوز اعتماده على الموارد النفطية إلى صناعة متجددة ومتنوعة، فازداد عدد المدن الصناعية على غرار تلك المتفرعة عن شركة "أرامكو" العملاقة ذات الخطة النفطية المتكاملة، والتي حازت على الريادة في هذا الميدان، من حيث توسع الشراكات الاستراتيجية على النطاق العالمي من خلال خططها المستقبلية ومنها: بناء مصاف بترولية في باكستان ومجمع بتروكيمياويات في جنوب إفريقيا، وبرمجة أخرى في الهند.
كما يعتمد الاقتصاد السعودي على تطوير شركات هامة أخرى مثل "سابك" الشركة غير البترولية التي ترتكز جهودها على إنجاح العديد المسارات والمجالات، لتكون إحدى الروافد المتميزة لتغذية اقتصاد سعودي متنام، ليصبح الهدف المنشود تحويل المملكة من دولة بلا أنهار أو مصادر مائية إلى أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، يضمن الأمن الغذائي ويحسن جودة وسلامة تلك الأغذية، ويوفر على الدولة عملة صعبة، كانت ستُصرف لتوريد احتياجات البلد من تلك المواد الغذائية.
ويحق لنا أن نعتز بهذه القوة الاقتصادية الناشئة التي يسعد أصحاب النوايا الصادقة بتسميتها "المنارة الصناعية" في الشرق الأوسط.، علينا أن نفتخر بها كعرب لانتمائها عن جدارة لمجموعة العشرين الكبار G20، والتي أثمرت نموًا اقتصاديًا مذهلًا خلال عقد زمني واحد، بفضل جهود كوادر بشرية متحمسة ومبدعة في عهد جديد، أرادته قيادتها وتحمَّست لتحقيقه من خلال رؤية بعيدة المدى، سعيًا لغد أفضل لمجتمع سعودي طموح، متماسك، مصطف حول قيادة ساعية إلى الحث على جهود إبداعية وابتكارية وهادفة إلى تنويع مصادر الثروة الوطنية، لبلوغ الريادة في معدل النمو وتطوير الطاقات التشغيلية والدفع نحو مسيرة تنموية وزراعية مستدامة، ذات بعد استراتيجي.
فهنيئًا لأشقائنا السعوديين هذه النهضة الصناعية الذكية، وهذه المهارات المحلية الوطنية التي تسعى، وبإخلاص إلى منافسة عالم أرهقته التجاذبات السياسية والانقسامات الأيديولوجية عملت السعودية على تجاوزها باصطفاف شعب مخلص، ووفي لقيادة حكيمة ذات مجهودات سخية، كانت مبعثًا لحقد دفين ولدسائس من بعض الأنظمة، كنظام الحمدين وإيران والمتآمرين معهما، والتي ساءها أن ترى هذا التطور، وهذه الحداثة، وبروز هذه القوة الاقتصادية والسياسية الجديدة والمنافسة، فعملت على اختلاق مطبات ومؤامرات لإيقاف هذا النمو المتسارع للاقتصاد السعودي الذي لن تثنيه دسائسهم ولا مكائدهم، بل تزيد القيادة والشعب إصرارًا على المضي قدمًا نحو تحقيق غد أفضل ونحو التموقع في مقدمة صف الكبار.



