في ليلة شتوية على جال ضوء، في مجلس ما فيه نفس ثقيلة، وبعد مباراة مهمة منقولة على الهواء مباشرة، افتتح الشباب كعادتهم بعدها استديو التحليل و"الهواش" الرياضي، وما هي إلا لحظات حتى تعالت الأصوات، وكادت أن تتعالى الكاسات، ولكن الله سلَّم، إذ حولت كلمة "لا يطق فيك عرق" مسار الحديث من الرياضة إلى الصحة، مما خفف حدة النقاش، وسلمنا وسلمت كاساتنا.
وبما أن "الكلام يجر بعضه" جرَّنا الحديث للخدمات الصحية في المحافظة، وبدأ الكل يدلي بدلوه وكما قيل "كلٍ يعد اللي واجه"!!، اتفق الجميع على أن القطاع الصحي في المحافظة حقق إنجازات أُشيد بها، كما اتفقوا على أن هناك تحسن بسيط في الخدمات الصحية بشكل عام، ومع ذلك فلا زالت لا ترقى كثيرًا لتطلعات المواطن، ولا تحقق الجودة المنشودة التي تسعى لها الوزارة، والشؤون الصحية في المنطقة والقطاع الصحي في المحافظة.
طال النقاش في ذلك، وتمنيت لو بادروا بالتواصل مع ٩٣٧، ورفع مقترحات لتطوير القطاع الصحي، أوضحت لهم أن المواطن شريك في النجاح وهو المستفيد الأول، لذا لزامًا عليه أن يبادر بطلب ما ينقص من خدمات بالطرق النظامية، وأن حديث المجالس و"التحلطم" لا يحل مشكلة، كما يجب متابعة الرفع أكثر من مرة ولو بالاتصال على الوزير مباشرة.
مما جاء في النقاش أن المحافظة في حاجة لمركز أسنان متكامل ينافس ويتفوق على المراكز الخاصة المنتشرة في المحافظة، ومركز متكامل للحوادث، وعيادات للأمراض المزمنة والقدم السكرية وأشعة رنين مغناطيسي، كذلك عيادة مخ وأعصاب وأوعية دموية، أيضًا أجهزة حديثة للعيادات الخارجية التي افتتحت بالأجهزة القديمة. كما لفت أحدهم إلى الحاجة لتوفير خدمة الرعاية المنزلية لكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، وأن هناك نقص في الكادر المتخصص في التنفس الصناعي، والعناية المركزة، وأحيانًا يكون هناك انقطاع لبعض الأدوية وكذلك شرائح أجهزة السكري.
هذا ما دار في الجلسة من عينة عشوائية مستفيدة من الخدمات الصحية في القطاع، قد لا تكون عينة كبيرة تبنى عليها قرارات، ولكنها بالتأكيد تنقل نبض الشارع، وحقيقة -كما واجهت- أنه لا تذكر الخدمات الصحية في المحافظة في أي مجلس إلا والمتذمرين أكثر، صحيح رضا الناس غاية لا تدرك، وأن أي جهة خدمية معرضة للانتقاد، ولكن إذا كثر النقد فهنا يجب أن تكون وقفة للجهة الخدمية.
متأكد أن هناك ما لم يذكر في جلستنا من حاجة المحافظة ومراكزها، ومتأكد أيضًا أن المسؤولين يبذلون جهدهم لاكتمال الخدمات الصحية والرقي بها، ولعل القادم أجمل بإذن الله.