الأستاذ أحمد مسفر دحسان مدير تعليم القنفذة الأسبق -رحمه الله-، علم من أعلام التربية والتعليم، ومحطة مميزة في مسيرة العمل الإداري بتعليم القنفذة، عُرف بالذكاء والشجاعة والوفاء، عُرف بهذه الصفات من قبل من تعاملوا معه، أما أنا فقد عرفته من خلال مراحل عمله الأخيرة، حينما كان مديرًا لثانوية الفائجة، فقد زرت المدرسة في وقت مبكر قبل طابور الصباح بنصف ساعة، ولفت نظري عدم وجود أعداد كثيرة من الطلاب في ساحة المدرسة، وطلبت منه القيام بجولة على الفصول وعلى مرافق المدرسة، وكانت المفاجأة السارة أن الفصول كانت ممتلئة بالطلاب، والمعلمون يقدمون دروس تقوية للطلاب في المواد المختلفة.
قلت إن هذه تجربة رائدة تستحق الإشادة، ومن حقنا عليك إبلاغ الإدارة لتعميم التجربة، قال هذه ليست المرة الأولى فمنذ استلامي للمدرسة -والحديث للأستاذ أحمد مسفر- التقيت بالمعلمين، وكان أغلبهم من "بني بحير"، وقلت لهم كل طالب في هذه المدرسة تربطنا به علاقة نسب وضعفهم في المواد عار علينا جميعًا، لذا سنقوم بدروس تقوية للطلاب، وأنا معكم أقوم بتدريس الرياضيات. قال هذا البرنامج له عدة سنوات وسوف نستمر ما دمنا على رأس العمل.
هذا الموقف يمثل قمة العطاء. رحم الله أبا محمد وجعل ما قدَّم في موازين حسناته.
___________________
*مدير تعليم القنفذة سابقًا وعضو مجلس منطقة مكة المكرمة سابقًا.



