هل تعتقد ان كلماتي ستوفيك ماكان في حياتك لنا ؟لا وألف لا ،لن اجد لك من الحروف والكلمات مايرقى ليلقى مثل قلبك ،بل مثل طيبة قلبك وانتشار محبتك بين القاصي والداني.
ابراهيم بن دشّاش،علامة فارقة مثل اسمك ،لايحمله سواك ،وللاسف ذهب معك ،روحا وجسدا ،وبقي ذكراه بيننا علّنا نستنير به وبمن حمله ،دربنا وطريقنا في ماتبقى من حياتنا.
أتعلم ياأبي؟ليتني أملك مالايملكه حدود البشر ،وأجعل جسدك ذكرى بين ضلوعي وأمام ناظري نصبح ونمسي على نفحات إيمانك وعلى صوتك الشجيّ لقرائتك قرآنك وعلى همسات وجدانك ودعواتك لنا تريد تحقيقنا لما تتمناه لنفسك ،كنت أبا ووالدا وأخا وصديقا وعزيزا على كل القلوب،آه ثم آه ،أتعلم ياأبي،لم أَجِد طعما لأي قهوة بعد فراقك ،لأن هيلَها انت وزعفرانها نسماتك ،كلها ذهبت معك،أصبحت بلا لون بلا طعم ،لاأُنسة لنا في مجلسك بدونك ،ولاأُلفة بين قلوب الحاضرين الا بحضورك،فأنت من عوّدنا على الكرم والتضحية وسباق الخير ومساعدة المحتاج واحترام كل من تطأ قدمه بيتك العامر،جمعت شمل الكثيرين ولملمت قلوب الكثير والكثير،اجتمع الكبير والصغير والرجال والنساء والأطفال على حبك واحترامك ،كنت قدوة لنا ولغيرنا ومحبٌّ للقريب والبعيد ،
كنت الناصح والمعلم والقائد والصديق ،معك أفضفض لك واشتكي من جور الأيام لك ومايحدث بالدنيا لك ،كل أسراري ياأبي معك لم أستطع ان أَجِد قلبا بحجم قلبك ،كل ماأملك لك ومعك ،فلماذا ذهبت وتركتني وحيدا،أنا احبك والله احبك وأريد العيش بجانبك ،لم تترك لنا ظروف الحياة ان أخدمك وأن أكون بارّا بك بالقدر الذي قدمتموه لنا في سابق حياتنا ،فنحن مقصرون مهما اكتملنا ولكن!!!!
والدي وصديقي:أَحبَّك الله فأحببناك ثم أحببناك واشتدّ حبنا لك ،فأراد الله أن يجعلك بجواره ففارقتنا وبكيناك وتهشّمت أفئدتنا على بعدك ولكن عند الله أَوْدَعْناك.
أبي الغالي ،أتعلم ماهو الذي يثلج صدورنا على فراقك؟هو أنك وَدَّعْت دنياك بشهادة وابتسامة وسبّابة ممدودة تجعل لقياك لربك على خير مع النبيين والصدّيقين والشهداء ومن سبقك من أبنائك،نحسبك إلى خير وقبرك روضة من رياض الجنان.
أبي. هنيئا لكل ملك من الملائكة حُقَّ له أن يراك بإذنٍ من مالكهم ،وهنيئا لمن تحت القبور بك ،لتجتمع معهم ،وتلتقي بهم ،وعزاؤنا بفراقك ،بدنيا مؤقتة ،راحلون منها لنجتمع بك في جنات الخلد ياأبتي.
اللهم لااعتراض. الحمدلله على كل حال ،لانقول وداعا ياابي ولكن نقول الى لقاء اخر بك في جنات النعيم بإذن المولى جل وعلا.
المقالات > أبوي وكفى
الحسين إبراهيم دشاش الشيخي

أبوي وكفى
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/49995.html


