في عالمٍ تتلاطم فيه الأزمات، وتتعالى فيه أصوات المعاناة في كلّ بقعةٍ من بقاع الأرض، يبرز مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كواحةٍ للرحمة، ورايةٍ للعطاء الإنساني الذي لا يعرف حدودًا ولا يقيّده لونٌ أو عِرقٌ أو مذهب.
لقد أُنشئ المركز بأمرٍ كريمٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود — أيّده الله — ليكون الذراع الإنساني للمملكة العربية السعودية، يجسّد قيمها الأصيلة في البذل والإحسان، ويُترجم رسالتها السامية في خدمة الإنسان أينما كان.
وما كان لهذا الصرح الإنساني أن يبلغ ما بلغ من مكانةٍ وريادة لولا رعاية خادم الحرمين الشريفين الذي غرس في أبناء وطنه معنى المسؤولية الإنسانية، وامتداد رؤيته المباركة إلى كل محتاجٍ في الأرض، فكان نِبراسًا للخير، ورائدًا للرحمة، وقائدًا جعل من العطاء عنوانًا لعهده الزاهر.
وليّ العهد الأمين.. رؤى تتجاوز المدى
وفي ظلّ رؤية سمو وليّ العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود — حفظه الله — ازداد المركز ألقًا وفاعلية، إذ أولى سموه البُعد الإنساني اهتمامًا خاصًا، وجعل من “الإنسان أولًا” مبدأً متجذرًا في نهجه القيادي.
تجلّت هذه الرؤية في دعم المركز وتمكينه من أداء رسالته على أكمل وجه، ليغدو نموذجًا في الإدارة والكفاءة، يجمع بين أصالة المبادئ وحداثة الوسائل، في تناغمٍ يعكس روح السعودية الجديدة التي تحمل الخير إلى العالم أجمع.
رئيس المركز.. قيادة مخلصة وميدانية
ويقف على هرم هذا الكيان الإنساني معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة — المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على المركز — بعزمٍ راسخٍ ورؤيةٍ ثاقبةٍ، يقود فرق العمل بروحٍ إنسانيةٍ نبيلة، ويُشرف على تنفيذ البرامج والمشروعات في أدقّ الظروف وأصعب البيئات، مؤكدًا أن العمل الإغاثي رسالةُ أمانةٍ قبل أن يكون مهنةً أو وظيفة.
رسالة إنسانية تتجاوز الحدود
منذ انطلاقه، جعل المركز من العمل الإنساني المستدام غايته الكبرى، معتمدًا نهجًا يقوم على المهنية والشفافية والشراكة الدولية. فامتدت أياديه البيضاء إلى أكثر من تسعين دولة حول العالم، شملت مشاريع في مجالات الصحة، والتعليم، والأمن الغذائي، والإيواء، والمياه، وتمكين المجتمعات المتضرّرة، إضافةً إلى رعاية الأطفال والنساء والفئات الأشدّ ضعفًا.
ولم يكن عطاؤه محصورًا بزمن الكوارث فحسب، بل شمل مشروعات تنموية تزرع الأمل وتبني الإنسان قبل البنيان، ليغدو المركز رمزًا للتوازن بين الإغاثة الفورية والتنمية المستدامة.
العطاء في زمن المحن
من اليمن إلى سوريا، ومن فلسطين إلى السودان، ومن باكستان إلى أفريقيا جنوب الصحراء، كان المركز حاضرًا في قلب الأحداث، يُسعف الجائع، ويُداوي الجريح، ويُعيد البسمة إلى وجوهٍ أنهكها الفقد والوجع.
وقد وقف مؤخرًا إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة، بإطلاق مشاريع إنسانية عاجلة، من بينها تركيب محطات لتحلية المياه وتوفير المساعدات الغذائية والطبية، تأكيدًا على مبدأٍ إنسانيٍ أصيل: أن السعودية كانت وستبقى منارة عطاءٍ لا تنطفئ.
خاتمة: إرثٌ خالد ورسالة لا تنقضي
إن مركز الملك سلمان للإغاثة ليس مجرد مؤسسةٍ إنسانية، بل هو ضميرٌ عالميّ حيّ ينبض بالخير، ويذكّر البشرية بأن العظمة لا تُقاس بالثروة أو القوة، بل بما تُقدّمه من نفعٍ للإنسان.
فباسم خادم الحرمين الشريفين ووليّ عهده الأمين وبتوجيهاتهما السديدة، يواصل المركز أداء رسالته النبيلة، حاملاً لواء الرحمة والعطاء، ليكتب للمملكة صفحاتٍ خالدةً في سجل الإنسانية، تفيض سؤددًا ومجدًا أثيلًا.



