إن ماتقوم به المملكة العربية السعودية لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن لا يوازيه أي عمل على هذا الكوكب ، في مختلف المجالات الصحية والتنظيمية والتوعوية والبيئية والأمنية والتقنية …، نحن في المملكة العربية السعودية نصاب بالدهشة من حجم الأعمال والتطوير المذهل في الحج بين عام وآخر فما بالك بحجاج الخارج
إننا أمام جهود عظيمة ، لا يمكن بحال حصرها أو الوفاء بجزء منها من خلال مقالات صحفية ، وإنما هي ومضات بسيطة على سبيل المثال لا الحصر ، فجهود المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن في مختلف المجالات أمر لا يحتاج إلى تأكيد فالمشاهد تنقل مباشرة عبر القنوات الفضائية ويشاهدها العالم بأسره بكل دهشة واعجاب … والأكثر دهشة تلك البصمات السعودية الحصرية التي ساهمت في جودة ودقة الأداء ومنها :
.1- خدمة الروبوتات التي ساهمت في التنظيم والتوعية والعلاج وحسب ما ذكر د. هاني الشافعي المستشار في مصنع الذكاء الاصطناعي ( أن أعلى تكنولوجيا في العالم هي الروبوتات الخاصة بالحج والعمرة والمصنعة بالمملكة العربية السعودية 100٪ لأنها تتحدث 96 لغة وتجيب على جميع تساؤلات واستفسارات وتوعية الحجاج بشأن الحج والعمرة ، وأخرى لتوزيع المياه ، وروبوتات لتعقيم الحرمين الشريفين ، وأخرى للمساعدة الطبية وغيرها من الخدمات النوعية فائقة الجودة … ،
2- التوظيف المبتكر للتقنية مدعوما بالذكاء الاصطناعي عبر التطبيقات التي وفرتها حكومة المملكة ( نسك ، توكلنا ،…) ساهمت في تسهيل وتيسير وقت وجهد الحجاج من بداية رغبتهم في أداء فريضة الحج حتى وصولهم للمملكة مرورا بكل تحركاتهم لأداء مناسك حجهم بكل يسر وسهولة
3- طائرات ( الدرون ) في الوقت الذي تستخدمها بعض الدول في نقل المتفجرات وازهاق الأرواح ، السعودية تستخدم (الدرون) كأسطول جوي يراقب المشاعر المقدسة من الأعلى للمسح الأمني وضمان سلامة ضيوف الرحمن وتنظيم سير الحشود وسلاسة تنقلاتها ، ونقل العينات الطبية بين المستشفيات في دقائق، والمساهمة في سرعة عمليات إطفاء الحرائق … وغيرها من المهمات الإنسانية ،
4- الطرق المعبدة في العالم قاطبة من أجل سهولة وسرعة الحركة وهو الأمر الطبيعي ، ولكن في السعودية تضيف لها وظيفة جديدة مبتكرة أن تساعد كذلك على تلطيف الجو وخفض درجات الحرارة كما في تجربة الطرق المبردة والتي ذكر وزير النقل في المؤتمر الصحفي أنها أثبتت فعاليتها في تقليل درجة حرارة الأرض بما يصل إلى 12 درجة مئوية، وهذا يخفف على ضيوف الرحمن من مشقة وعبء التنقل في درجات الحرارة المرتفعة، وكذلك رفع نسبة التوسعة في الطرق المطاطية المرنة بنحو 30% لتيسير حركة الحجاج وجعلها أكثر سلاسة.
5- توفير الاتصال والانترنت عالي السرعة من الجيل الخامس والتي تتجاوز 500 ميقا بت في الثانية وهذه السرعة من أعلى السرعات في العالم ، بل في بعض عواصم الدول الأوربية لا تصل إلى نصف هذه السرعة حسب ما ذكر المهندس عبدالعزيز الحمادي المختص بالتقنية في لقائه مع قناة الاخبارية .
6- مشاركة مواطني كل دولة في فعالياتها المختلفة أمر طبيعي ، ولكن مشاركة المواطن السعودي في خدمة ضيوف الرحمن في مختلف المجالات هي قصة ملهمة مختلفة تماما ، فعندما تشاهد الروح المعنوية العالية والحس الديني والوطني والقيم النبيلة والبذل والعطاء والمبادرة التي جعلت المواطن السعودي المشارك في الحج من كل الفئات الحكومية أو التطوعية أو الكشافة يعمل بكفاءة ومعايير دقيقة مدهشة لا مثيل لها في العالم خاصة في ظل ظروف الزمان والمكان وحجم من تقدم لهم الخدمة ، تدرك تماما أن هناك دوافع عظيمة وغايات سامية لا يتخيلها غير السعوديين ، إنها بصمة سعودية خاصة وفريدة .
وعندما تبحث عن سر كل ذلك الأداء المتقن من السعوديين حكومة وشعبا ، فإن ذلك يعود إلى العوامل التالية :
1- السعوديون حكومة وشعبا يقومون بهذه الأعمال الجليلة تعبدا وتقربا لله ويشعرون بمسؤولية عظيمة تجاه الحرمين الشريفين ومتعة خدمة ضيوف الرحمن .
2- مواسم الحج والعمرة على مر السنين أكسبت السعوديين مهارات التخطيط والابتكار وإدارة الحشود والتي تميزت بها السعودية عالميا .
3- مواسم الحج والعمرة أكسبت السعودية خبرة ومهارة عالية في رفع مستوى جاهزية رجال الأمن السعوديين وصقل مهاراتهم المختلفة
4- مواسم الحج والعمرة وسعت دائرة العمل التطوعي الجماعي وأكسبت السعوديين مهارة كبيرة في إدارة فرق العمل والتخطيط والابداع في أساليب العمل التطوعي ،
5- هذه المواسم رفعت مستوى مهارات السعوديين في التواصل الإيجابي الفعّال من خلال التعامل مع أكبر تجمع بشري في موقع واحد
6- هذه المواسم ساهمت في اكساب السعوديين العديد من التجارب العالمية من خلال الاحتكاك المباشر مع ثقافات جميع الجنسيات العالمية وطرق التعامل معهم
ولذلك نستطيع القول إننا أمام تجربة سعودية فريدة ورائدة عالميا صقلتها التجارب والخبرات التي لا تتوفر بأي حال إلا في المملكة العربية السعودية .
بقلم / د. محمد ابراهيم الزاحمي

البصمة السعودية في الحج
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/437304.html