ذكر لنا بعض كبار السن في ذات ليلة ماطرة قبل أكثر من ٥٥ عاماً، كانوا يعدون العدة للذهاب لسوق الأربعاء ببني بحير (الفائجة) كان الليل يزحف نحو الفجر، ففي صباح اليوم التالي وقبل شروق الشمس انطلق نحو ٤٠ رجلًا وامرأة من قرية البخرة كما هي عادتهم لحضور التسوق في الأسواق الشعبية المجاورة على دوابهم، فلك أن تتخيل هؤلاء الأشخاص وغيرهم من كل قرية وقبيلة لمقابلة السماء الزرقاء الملبدة بالغيوم كلًا يمتطي دابته فرادًا في منظر مهيب كما لو كنا نشاهده هذه الأيام في بعض البرامج التراثية ومسلسلات البادية وكأنها من صنع الخيال، فعندما تتخيل فأنت تصنع في عقلك ما سيتحقق في واقعك الأربعاء القادم مع مطلع العام الهجري الجديد ١٤٤٦هـ، التوجه لهذا السوق العظيم من كل حدب وصوب، فالمنطق سوف يأخذك لهذا المكان العريق بجماله وبساطته وإرثه التاريخي الذي تنبعث منه رائحة الطيب والريحان، فسيعود هذا السوق كما عهدناه وكما كان يُروى لنا عنه، وسينضم لبقية الأسواق الشعبية بمحافظة العرضيات رغم انقطاعه في السنوات الماضية، فلا تفوح رائحة العود إلا حين يحترق، فهناك جهات رسمية وأشخاص أفعالهم كالجبال الشامخة تغلبوا على كل الصعاب ليعود لنا جزء من الماضي الجميل يعكس لنا طبيعة الحياة الاجتماعية العريقة ممثلة في هذا السوق، فقد بذلوا كل مابوسعهم ليعود لنا بذكرياته.
ومن هنا نقول على جميع الجهات المختصة التي كان لها الدور الكبير في المساهمة لعودة هذا السوق، فالعودة وحدها لا تكفي إن أردنا الاستمرار، فلابد من توفر كل المقومات الجديدة ولعل أهمها مواقف السيارات التي أصبحت من الضروريات لكثرة المتسوقين من داخل المحافظة وخارجها لكي نحافظ على تقوية وزيادة الحركة السياحية عبر هذه الأسواق وأهميتها الاقتصادية.
بقلم / متعب حجر الكثيري

“نافذة سوق الأربعاء” ماضي ومستقبل
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/396466.html