إن النجاح الباهر الذي تحقق هذا العام لم يكن ليحدث مصادفةً، لولا الجهود التي قامت بها جميع الجهات ذات العلاقة، والتي بدأت بتطبيق عبارة "لا حج بلا تصريح" على أرض الواقع حرفيًا، حيث شاهد الجميع الجهود الاستباقية التي قامت بها الأجهزة الأمنية، ممثلةً في وزارة الداخلية بجميع قطاعاتها، والتي أدت إلى إخراج ما يزيد عن 200 ألف مخالف من مكة المكرمة قبل الحج بفترة وجيزة. وقد كان هؤلاء ينوون الحج بلا تصريح ويرتكبون مخالفات كالافتراش في الطرقات وغيرها من التجاوزات الأخرى.
وبعد أن نجحت القطاعات الأمنية في تحييد هؤلاء المخالفين، وغيرهم من الذين حاولوا التسلل من مختلف المنافذ، تم ضبط عدد من المتسللين باستخدام طائرات الدرونز، حيث جرى رصدهم في مواقع كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن أعين رجال الأمن. كما ساهم استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في جميع المشاعر المقدسة والمداخل المؤدية إلى مكة المكرمة، في تسهيل وتسريع الإجراءات الأمنية لخدمة ضيوف الرحمن.
ونتيجة لهذا الضبط الأمني الدقيق والتسهيلات المقدمة، فقد تنعم الحجاج بحج منظم "بيُسر وطمأنينة"، كما هو الشعار المستخدم لهذا العام. ومن الصعب حصر جميع الجهود المبذولة التي قدمتها الدولة لتيسير أداء المناسك، والتي انعكست في ردود الفعل الإيجابية لعدد كبير من الحجاج في مختلف القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشادوا بنجاح التنظيم وعدم تعرضهم لأي مضايقات في جميع تحركاتهم.
وأخيرًا، نسأل الله عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وأن يجزيهم خير الجزاء على ما قدموه من استضافة ورعاية وتوجيهات كريمة لحجاج بيت الله الحرام، والتي انعكست إيجابًا على أرض الواقع. وقد اتفقت جميع الآراء من مختلف الجنسيات على أن الإنسان السعودي، أينما كان موقعه، كان رمزًا للبذل والعطاء والتضحية، بكل حب وأريحية في خدمة الحجاج، مما أعطى الحجاج صورة طيبة عن أخلاق أبناء المملكة.
ودائمًا نقول: ارفع رأسك أنت سعودي.. ودام عزك يا وطن.



