انتشر مؤخرًا ظاهرة حفلات التخرج للطلاب والطالبات، وهذا أمر جميل فيه تقدير ومكافأة لهذا الطالب أو تلك الطالبة وإظهار حالة الفرح والبهجة والسرور من أفراد العائلة، ويكون مكانها الافتراضي والطبيعي المنزل.
ولكن ظهرت مبالغات في تلك الاحتفالات وأصبحت مجال للتباهي والتفاخر أمام الآخرين وخروج عن النص بعمل احتفالات داخل أروقة المؤسسات التعليمية في ظاهرة غريبة ودخيلة على مجتمعنا وثقافتنا.
فتأتي العائلة بسيارتهم إلى المدرسة لاستقبال ابنهم أو ابنتهم وقد عملوا سيناريو متفق عليه من موسيقى وفعاليات أمام مرأى جميع المتواجدين من طلاب وطالبات وأولياء أمورهم وحتى المارة في الشارع !،
وهذا سلوك سلبي ويخرج هذه المبادرات عن هدفها السامي والطبيعي، ويكون فيه تأثير وحرج لزملائهم الذين ليس لديهم القدرة المادية، وأيضا أولياء امورهم في عدم استطاعتهم مجاراة هؤلاء المقتدرين في تكريم أبنائهم، فيسبب ذلك انكسار وحزن لنفوس بريئة فضلًا على كونه خٌلق سئ قد يؤدي إلى نشر الكراهية والعداوات والبغض من الطلاب الفقراء أو تعريض أبنائهم لمضار الحسد والعين.
فالاحتفالات ظاهرها أمر حسن ومحمود وإيجابي، ولكن هنالك من جعل منها سلبية وسلوك غير سوي بوضع إطار ونمط ليس طبيعي، فنحن في مجتمع إسلامي يحثنا ديننا على النبل والأخلاق والتواضع ومراعاة الآخرين، واحترام مشاعرهم وهذا ما تربينا عليه وتعلمناه !