مع بدايات التعليم في محافظة القنفدة والاي (كانت تسمى منطقة في الستينات والسبعينيات والثمانينيات الهجرية) كان لشيخ العلم الشرعي ولشيخ القبيلة مساهمة فاعلة تعليمية واجتماعية إلى جانب مهامهما الأخرى، ومن ذلك نذكر حالتين تؤكدان مدى حرص و تعاون أهل العلم الشرعي وشيوخ القبائل في المحافظة مع مديرية المعارف ثم وزارة المعارف لاحقًا على نشر التعليم في القرى والبلدات، بل والإسهام في أعمال المدرسة عند إجراء إختبارات نهاية العام الدراسي .
ففي العام الدراسي ١٣٦٤ للهجرة وجه مدير مدرسة حلي الابتدائية الوحيدة في وادي حلي آنذاك الأستاذ عبدالجليل مفتي (من أهالي مكة المكرمة) خطابا للشيخ عبدالرحيم المتحمي إمام وخطيب جامع قرية الصفة مضمونه المشاركة الفعلية في إختبارات مواد القرآن الكريم والإملاء والخط والحساب بتاريخ ١٢ شعبان ١٣٦٤ ، وقد نفذ الشيخ المتحمي رحمه الله تلك المهمة التطوعية بكل حرص و تفان ونجاح .
وفي العام الدراسي ١٣٨٠ للهجرة تلقى شيخ قبيلة العلاونة (بمحازر) عمر بن أحمد الصمي بمركز حلي خطابًا من وزارة المعارف موقعًا من وزير المعارف الأمير (الملك) فهدبن عبدالعزيز رحمه الله رقم ١٠٤٢/ ٢ وتاريخ ١١ شوال ١٣٨٠ مضمونه قيام الشيخ الصمي رحمه الله بمشاركة أعمال إختبارات مدرسة الكدوة مساعدة لرئيس اللجنة الأستاذ عمر بن صالح بن جبل(قائم بأعمال مدرسة القوز) رحمه الله أبتداءً من يوم السبت ٢١ ذو القعدة ١٣٨٠ للهجرة، فلبي الشيخ الصمي النداء متطوعًا وقام بواجبه خير قيام ...
هكذا كان الانتماء وتحمل المسئولية إسهاما في بناء الوطن ورفع مكانته بين الأمم . ولازال هذا الفعل المحمود ديدن أبناء محافظة القنفدة في جميع مراكزها وفي جميع القطاعات تفانيًا في خدمة الدين والوطن والمليك.
وعاشت بلادي المملكة العربية السعودية قبلة الأوطان مثالاً واقعًا على التلاحم بين القيادة والشعب، ودام عزك ياوطن..
بقلم : غازي أحمد الفقيه

المواطنة قول وفعل
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/361729.html


