ما زالت تلك الصور والمشاهد المشرفة والمؤثرة لاستقبال الوافدين من السودان، الفارين من جحيم الحرب المشتعلة هناك، تتناقلها وسائل الإعلام العالمية وشبكة القنوات الإخبارية السعودية التي تجندت على مدار الساعة، بكل حرفية وجدية واقتدار، لتغطية تلك الحركات النبيلة التي تبرز مرة أخرى مبادئ احترام إنسانية الإنسان التي بنيت عليها الدولة السعودية، معقل السلام ومنبع الأمن والأمان إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين و سمو ولي عهده الأمين.
حقيقة قاعدة جدة العسكرية البحرية ومدينة جدة بأكملها أصبحتا محط أنظار العالم ومرآة صادقة تعكس مدى كرم وأصالة الشعب السعودي الجبار حيث التحمت جهود كافة الدوائر الحكومية بما في ذلك أبطال القوات العسكرية والأمنية، فأصبحت لا تستطيع التمييز بين رتبة وأخرى، من أدناها إلى أقصاها، فالتنافس البريء والمشرف على أشده، كلّ من ناحيته يود أن تكون له الأسبقية في تقديم العون والمساندة والدعم لهؤلاء الذين عادت إليهم الابتسامة والأمل في النجاة ما إن وطأت أقدامهم أرض المملكة سواء كانوا سودانيين أو من جنسيات مختلفة.
هكذا هي السعودية دومًا في صدارة ريادة الإغاثة والأعمال الإنسانية لمن ضاقت بهم السبل عبر العالم، تدخل الدبلوماسية السعودية على الخط ووقوفها على نفس المسافة من الطرفين المتنازعين أعاد الأمل بنزع فتيل الحرب وعودة الحياة الطبيعية إلى الشعب السوداني الشقيق وإعادة الاستقرار إلى المنطقتين العربية والإفريقية.
فهنيئًا لمملكة الإنسانية ولقيادتها الحكيمة على هذا السيل من التنويه والإشادة والاحترام الذي تجنيه من كل حدب وصوب نتيجة لتصدرها قوى الخير واحتضان المغُاثين .