ربع قرن منذ اختيار اليونيسكو يوم 5 أكتوبر من كل عام لتكريم المعلم ..!!
فماذا أفاد المعلم مما عُمِل وقُدم له في ساعات ودقائق هذا اليوم العالمي؟!
وعلى نطاق عالمنا الثالث خصوصًا يقول واقع الحال لاشيء عاد عليه بالفائدة .!
فماذا يعود على المعلم من اقتطاع سويعات من يوم عمله الأسبوعي في مدرسته والدفع من جيبه لتزيين قاعات مدرسته بملصقات  وبروشورات وأعلام تمجده وتثني عليه داخل أسوار مدرسته.؟!
ماذا حصل عليه المعلم لتطوير قدراته والرفع من مستوى معارفه ومهاراته وإشراكه في قرارات عمله حتى الآن.؟!
تطور المبنى المدرسي وتم تحديث المناهج وحدثت اللوائح وبقي المعلم مستهلكًا وليس منتجًا..؟!
لايعترف نصابه الأسبوعي من الحصص بظروفه القهرية من مرض وحالات طارئة ويظل تلاميذه وطلابه في انتظاره لإكمال منهجه عند عودته؟!
لايفرق النظام بين معلم يقطع كل يوم ٤٠٠ كم ذهابا وإيابا على سبيل المثال لمقر مدرسته ومنزله ومعلم يذهب لمقر عمله على قدميه؟!
يمضي المعلم سنوات عديدة لا يعرف الترقي وكأنه مكنة تاكل تروسها دون صيانة وربما يجد من تلاميذه من يديره ويشرف عليه ويقيمه..!!
ويجحد المجتمع المحلي تفاني المعلم وإخلاصه في عمله فلا ينال منه مايستحق من تبجيل وتقدير وشواهد من الحياة العامة لا تعد ولا تحصى على ذلك.!
من واقع حياة المعلم المحب لعمله التربوي والتعليمي زاحمه فيه من يحمل صفته من هو موظف وليس صاحب رسالة والجميع على مسطرة النظام سواء بسواء.
يبحث المعلم المخلص عن معاملة خاصة لدى كافة المؤسسات الحياتية تليق بدوره في تربية وتعليم الأجيال فلا يجد ويقف في الطابور منتظرا دوره..!
والمعلم هو الوحيد الذي يفقد حتى صفته المهنيه كمعلم إذا أحيل على التقاعد بعد فقدانه زهرة شبابه ويتكرمون عليه بكلمة" متقاعد" فقط .!!
فإلى كل الجهات التي يعنيها تكريم (معلم الناس الخير)
أسوق هذا الخبر الذي بثته وسائل التواصل الاجتماعي " لقد سافر احد طياريي الخطوط السعودية المتقاعدين على إحدى الرحلات وهو لا يعلم من سيقود الطائرة ، وفي أثناء الرحلة علم قائد الطائرة بوجود أستاذه المتقاعد  الذي دربه على قيادة هذه النوعية من الطائرات  من بيان الركاب في أحد مقاعد الطائرة  فما كان منه إلا القدوم إلى حيث الطيار المتقاعد ومعه المضيفين و باقة ورد  مع نداء داخلي سمعه جميع الركاب يشيد بالطيار المتقاعد وتم الاحتفاء بما يستحق فانهارت معه دموع الطيار المتقاعد وسط تصفيق ودموع ركاب الرحلة .."