الله سبحانه وتعالى حبانا بمصايف ذات طبيعة خلابة وجو عليل، كل من زارها تتوق نفسه لتكرار تلك الزيارة.
الكل يتحين الفرصة ليؤكد حبل الوصال، ويعيد أجمل الذكريات، وأروع اللحظات، المتعلقة بأمكنة لها مكان في القلب، وصور بهية لا تزال في حدقات العين مقيمة؛ تدق جرس السعادة حين عرضها، و تمسح كل الآلام الطارئة في الحياة.
ولا شك أننا نلحظ تطور تلك المصايف، ففي كل صيف تظهر بصورة مغايرة للصيف المنصرم، وهذا كله بفضل الله، ثم بفضل قيادتنا الحكيمة التي أولت السياحة الداخلية جل أهتمامها، فقد أعدتها فنًا وصناعة ونجحت في ذلك.
فما أجمل مصايفنا لو ضاعفت الجهد في توفير بعض الحاجات الأساسية للسائح الكريم، والضيف القادم من داخل المملكة وخارجها، كتوفير باصات سياحية وبأسعار تكون في متناول الجميع على فئتين خاص وعام، تتولى القيام بجولات مجدولة ومرتبة تغطي كل الأماكن السياحية، فيخف ازدحام السيارات، وتقل حوادث السير، وتتلاشى مشقة البحث، وتسهم في
توفير الجهد والوقت، وتجهيز دورات مياه على درجة عالية من التصميم و النظافة، حتى لو برسوم رمزية ؛ لتعكس الصورة الإيجابية لكل من قصدها.
وحبذا تكون المأكولات والمشروبات منتشرة في كل زاوية وركن من أرجاء الحدائق والمتنزهات وبأسعار تناسب كل شرائح المجتمع، ولا ننسى أهمية وضرورة وجود ممرات خاصة لذوي الإعاقة لتسهل حركتهم، وتشجعهم على ارتيادها، فوجودهم فخر للجميع، فهم جزء لا يتجزأ من نسيج مجتمعاتنا.
ومما يفرح الزائرون وجود أي إضافة إيجابية، وأي تطور فريد ينجم عنه تقديم أرقى الخدمات التي تساهم في رفع منسوب رضاهم وإسعادهم، حينها تطول إقامتهم، ويشطبون من قواميسهم تغليب السياحة الخارجية على السياحة الداخلية في ربوع وطننا الغالي.