تعتبر السياحة من أهم الموارد المالية في عدة بلدان عربية ولكنها للأسف تمر في الفترة الأخيرة بصعوبات جمة لعدة أسباب أهمها تبعات جائحة كورونا وما نتج عنها إما من إغلاق لحدود بعض الدول أو نشوب إضطرابات إجتماعية وانقسامات سياسية ومذهبية وتهرئة البنية التحتية وتقهقر الخدمات الفندقية وخيارات خاطئة ورؤى غير واضحة ...
مثلما هو الشأن في لبنان وسوريا واليمن والعراق... وفي المقابل نرى أن السياحة في المملكة العربية السعودية تمر بفترة انتعاشة غير مسبوقة تنفيذًا لبرنامج رائد وعمل دؤوب لحكومة خادم الحرمين الشريفين من ذلك أن رؤية 2030 لسمو ولي العهد تعتمد على المخزون الثقافي والتاريخي للمملكة ومشروع السعودية الخضراء الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية نظراً لأهميته البيئية والمناخية...
فالسياحة هناك قطاع ناشىء ومبني على أسس صلبة ومتابعة مباشرة من سمو الأمير محمد بن سلمان الذي أعطى تعليماته لمعالي وزير السياحة الأستاذ أحمد الخطيب بضرورة إنجاح هذا القطاع الحيوي من خلال إحداث عدة منتجعات التي سيؤمها السعوديون الذين قاطعوا السياحة التركية وهنا تكمن الروح الوطنية التي يتحلى بها المواطن في بلاد الحرمين الشريفين والخليجيون عموماً، ولن يكون لذلك بديلاً إلا سياحة سعودية متطورة يتم التشجيع على الإستثمار فيها والترويج لها والتعريف بها من خلال وكالات مختصة تثمن هذه الثروة الوطنية التي جعلت منها القيادة السعودية رافداً هاما للإقتصاد السعودي وليعلم الجميع أن كورونا لم تفل من عزم الكوادر والإطارات في بعث قطاع سياحي واعد.
وقد شرع معالي الوزير في المرحلة ما بعد كورونا لتصبح السعودية وجهة سياحية سيذكرها التاريخ لأنها ستغير من المشهد السياحي العالمي وستعود بالنفع على الشعب السعودي لمزيد ازدهاره وضمان مجتمع متآلف متضامن ومؤمن بسياسة حكومته لبلوغ هدفها في اسعاد شعبها و تحقيق آماله في حياة تكتنفها الرفاهية ورغد العيش، فهل تحذو بعض الأنظمة العربية حذو التجربة السعودية الرائدة ؟