المتتبعون للشأن السعودي يلاحظون بإعجاب مدى تطور هذا البلد العربي والنقلة النوعية للحياة اليومية للمواطن العادي هناك وتجذُّر حب الانتماء لوطنه والدفاع المستميت عن المبادئ العامة للمواطنة التي عملت القيادة على دعمها في عقول الناشئة وكل فئات المجتمع.
ويأتي ذلك تطبيقا للأهداف التي رسمها سمو ولي العهد منذ اضطلاعه بمهامه الجديدة متبعا توجيهات الملك سلمان صاحب الحكمة والدراية العميقة بشؤون البلاد، بهدف تقوية الجبهة الداخلية لضمان نجاح المخططات المرسومة لبناء مجتمع ينعم بالرفاهية وبحبوحة العيش.
ثم إن ولي العهد قائد شاب يتوق إلى التغيير وتعصير المجتمع لمواصلة إشراك المرأة في بناء مجتمع متطور واعتبارها مكملة للرجل حيث تشغل مناصب مختلفة في كل المجالات مع احترامها للمبادئ العامة للدين الإسلامي الحنيف ومحافظتها على دورها الريادي في الأسرة لتربية الأبناء باعتبارها المدرسة الأولى للناشئة، وكذلك تنويع مصادر تمويل الاقتصاد بموارد مختلفة وبعث إعلام رقمي ناجع يبرز الجوانب المضيئة لدولة سعودية جديدة وجادة، هذا على النطاق الداخلي، أما خارجيا فإن السياسة السعودية تشهد حركة دائبة من خلال الزيارات للخارج لسمو ولي العهد لفسح المجال لتعاون استراتيجي مستقبلي مع عدة دول ذات وزن عالمي في مختلف المجالات، جعل المملكة تتبوأ مكانها ضمن مجموعة الكبار ليصبح لها دور متميز في اتخاذ القرار بمشاركتها في تكتلات تتجاوز الإقليمية إلى العالمية.
مع العلم إن للمملكة مواقف عديدة في القضايا العربية والدولية منذ القدم أضف إلى ذلك تجربتها الرائدة في النمو الاقتصادي المزدهر الذي يحتذى به و يتدارس في المنتديات الدولية وهذا ما أزعج بعض الأنظمة المعادية كإيران وتركيا وغيرهما خشية المكانة التي أصبحت للسعودية لدى الرأي العام العربي والعالمي وضمن التكتلات التي رأت في المملكة إضافة وقوة اقتصادية صاعدة متجهة نحو الاعتماد على النفس والاكتفاء الذاتي وولوج باب التصدير وأخذ مكانها في الأسواق العالمية التقليدية بفضل قوة تأثير في العلاقات الدولية وقدرة على تشكيل تحالفات إقليمية.
فالسياسة السعودية داخلياً وخارجيًا ناجحة وتشرفنا كعرب فنتمنى لها مزيداً من النجاح و التألق.