لست سياسيا و لا أحب أن أكتب فيما لا أفقه فيه ، ولكني كما قال الشاعر " رغم أنف الأجنبي و سقط المتاع و طني حتى النخاع " أعشقه حتى الثمالة ، أتنفس هواه ، أعادي من عاداه ، و أحب من يحبه ، لا مساومة عندي في ذلك بتاتاً، لذلك سأكتب من وجهة نظر مواطن غيور استبشر و تباشر و سعد بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني، هذا الاتفاق الذي يعتبر نكسة تاريخية في تاريخ الاتفاقات الدولية و الأمريكية على وجه الخصوص، اتفاق طُبخ و أُعد بعيدًا عمن تضرروا ، و هُدد أمنهم الإقليمي من الشيطان الإيراني بل لم يدعوا إليه ولم يستشاروا في بنوده ولم يكونوا حتى طرفا فيه، وهذا دليل كاف على أن الأطراف التي وقعت هذا الاتفاق نظرت لمصالحها الخاصة فقط، لتستغل إيران بخبثها هذا الاتفاق لصالحها و تلعب لعبتها، لتطلق يدها عابثة في بعض دول الجوار ، تنشر الدمار ، وتزعزع استقرار المنطقة، و تهدد الأمن الإقليمي ، كما وجهت مواردها المالية التي كسبتها من تعليق العقوبات لدعم برامجها العسكرية والنووية و أذرعتها الإرهابية.
لم تكن المملكة راضية عن هذا الاتفاق الذي كما أسلفنا لم تكن طرف فيه و لم يؤخذ برأيها، لذلك فهو لم يتطرق لكثير من النقاط التي كانت يجب أن تكون بنود أساسية لضمان السلام في المنطقة، فهي تعرف أن جارة السوء لا أمان لها و لا تراع عهد و لا ميثاق ، ولكنها مع ذلك كانت تظن أن إيران ستجعل هذا الاتفاق بداية لكف شرها و التعايش بسلام مع جيرانها ، و الاهتمام بتجويد حياة المواطن الإيراني الذي يرزح تحت وطأة الفقر، لتثبت الأيام صدق وبعد النظرة السعودية و حلمها و تتأكد أمريكا أن إيران رغم الاتفاق تسعى سرًا لامتلاك السلاح النووي ، وأنها دلست وخدعت حتى المنظمة الدولية للطاقة الذرية ، وكذلك توسعت في تطوير صواريخها البالستية بل زاد شرها بتهريبها للحوثيين و حزب الشيطان .
رحم الله الامير سعود الفيصل الذي قال " لسنا دعاة حرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها" نعم نحن جاهزون لها ، و لابد أن تفهم إيران و ملاليها و أذنابها و كل من تخندق معها ذلك، إنها السعودية التي بحنكة ورؤية قادتها و ثقلها السياسي و مكانتها العالمية أعادت إيران لنقطة الصفر بعد أن قطعت يدها في اليمن.
في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وما بني على باطل فهو باطل ، والذي تأكد عندي أن إيران دولة " تخاف متختشيش " .