أيام وتبدأ الاختبارات، وما أدراك ما الاختبارت، "فلة" وتفحيط عند بعض الطلاب، فرحًا وطربًا و"بالمرة بروفة" للإجازة الصيفية، وموسم عند البعض الآخر "فاهميني أكيد".
سنوات والجهات الحكومية والمنابر ووسائل الإعلام يحذرون وينبهون أولياء الأمور من خطورة هذه الأيام، وتحثهم على تشديد المتابعة، بل زودتهم بالنصائح والتوجيهات التي بحول الله وقوته تساعدهم في حماية أبنائهم من هذه الفترة الحرجة، الخطرة، ولكن للأسف لا زال البعض يظن أن كل هذه مبالغات و"عيالنا رجال وواثقين فيهم"، أو ينفض يده عاجزًا "الله يستر عليهم ويهديهم، وش نسوي؟".
وما علم هؤلاء أن أمرًا يسبق الثقة ويلازم الدعاء وهو مطلب شرعي، ربما جهلوه، أو تجاهلوه عمدًا أو تهاونًا وكسلًا، ألا وهو الأخذ بالأسباب. نعم كل شيء بقضاء وقدر، ولا يتعارض هذا مع العمل بأسباب الوقاية والاجتهاد في ذلك، فهذا من الإيمان أيضًا، وقيل "الوقاية خير من العلاج".
في معمعة الحرب، أمر الله المجاهدين وهم في صلاتهم بأن يأخذوا حذرهم، وأنت يا ولي الأمر في حرب أشد من الحرب التقليدية التي تشاهد و تعرف عدوك فيها، فهي ضد عدو بلباس صديق أو قريب يتحين ويترصد الفرص ليخطف منك فلذة كبدك، ويسوقه في طريق نهايته غالبًا مهلكة، وقد تفقده للأبد، فخذ حذرك وأعد عدتك، فهي حرب طويلة الأمد، وليكن سلاحك النصح والحرص والمتابعة والدعاء والاجتهاد في ذلك، فتَحَوَّطَ أبناءك لتوصلهم لبر الأمان.
في سنوات التعليم عرفنا من طلابنا من ذهبوا ضحية أيام الاختبارات، منهم من توفاه الله بحادث مع مفحط، و منهم من انتهى به الحال في الإصلاحيات، وأقلهم من أصبح مدخنًا و"زيادة".
لن أعيد ما يجب و ما لا يجب على ولي الأمر في هذه الأيام، فقد سبق وكتبنا، وتكلم وسيتكلم الخطباء وأهل الأختصاص، فقط اسمع واعقل واعمل، ولا تترك أبناءك لقمة سهلة هنيئة لمن لا يخاف الله ولا يرقب فيهم إلا ولا ذمة.