اجتمعت كلمةُ الحكماء عبر الأزمان على أنَّ حب الأوطان من غرائز النفوس السليمة، وطبيعة القلوب النقية، ولذلك يقول الأول:
بلادٌ ألفناهـا على كل حالةٍ
وقد يؤلفُ الشيءُ الذي ليسَ بالحَسَنْ
ونستعذبُ الأرضَ التي لا هوا بها
ولا ماؤها عذبٌ.. ولكنها وطنْ
فكيف إذا كان ذلك الوطن هو المملكة العربية السعودية جوهرةُ الزمان، وبوصلةُ المكان؟ وكلُّ ما فيها عَذبٌ حَسَن.
ويأتي اليوم الوطني السعودي (95)، وهذه البلاد الطيبة تواصل مسيرتها الوثابة في مسالك التقدم والازدهار، وتفتح كل يوم مساحة جديدة من مساحات الإنجاز والإبهار.
إنَّ قارئ التاريخ المنصف يتملكه العجب، وتأخذه الدهشة كل مأخذ، وهو يرى كيف تحولت تلك الفيافي القاحلة الخالية من التمدُّنِ والتَّحضرِ إلى دولةٍ متفردةٍ في شتى مناحي الحياة، ينظر العالم لها اليوم بعين الإجلال والتقدير في فترة زمنية وجيزة.
هذا السعي نحو التقدم تحوطه القيم التي نبتت من هذه الأرض، فشعار (عزنا بطبعنا) ما هو إلا تعبير صادق عمَّا نتميز به في طباعنا وهويتنا الوطنية.
وإنَّ ممَّا يميز هذا الوطن تلك العلاقة الوثيقة بين القيادة والمواطن، فهي ليست علاقة حاكم ورعية فحسب؛ ولكنها تجاوزت ذلك الى لحمة وطنية متماسكة، وقلعة من عهود منيعة، تتهاوى دون اختراقها معاولُ الأعداء، وكيدُ الجبناء.
حفظ الله وطني العظيم، وملكنا المفدى، وولي عهده الأمين، ودمتَ منيرًا يا وطني.



