نواجه عدة أنماط من الشخصيات في حياتنا اليومية، كل شخصية تنص على أسلوب معين خصوصاً في التعامل، و منهم من يمتلك قوة التحمل وضغط العمل ولا يعكس كل هذه الضغوطات على غيره، هذا النمط من الشخصية يزودك عزيزي القارئ بجُرعة من الحماس وينعكس عليك بأمور مميزة، ولكن كيف للمتسلط أن يخرب حياتك ويتحكم بها .... ؟!
الشخصية : أساساً هي نتيجة لما يعايشه الفرد ومايحيطه منذ ولادته وحتى شيخوخته ، و يستطيع محيطه أن يقوم بتشكيل شخصيته بشكل تام حيث المؤثرات تكون عادة من الأسرة والمجتمع .
لذلك وحتماً إذا سادت المحبة و الألفة واحترام الرأي الآخر في الوسط الأسري والمجتمعي كان لها تأثير كبير وإيجابي في شخصية الفرد. أما من الجانب الآخر، أجواء من الحرمان والاضطهاد والمشاكل وتعبيد الآخرين لما يريد هذا الفرد له نتائج لعدة أنواع من الشخصيات السلبية ......!
أكبر امثلتها ذاك "المتسلط" .
الشخصية المتسلطة : هو شخص يكون همه السيطرة على من معه سواءً في حياته الخاصة أو العملية ويريد أن تسير الأمور على ما يريد وليس لديه استعداد للنقاش أو التنازل عن أفكاره وفي نظرة أنه لا يوجد حل وسط إما معي أو ضدي.
و بدون مبالغة ، تستطيع هذة الشخصية أن تشن حرباً ذريعاً بمقابل عدم خسارة رأيها ، وقادرة أيضا على ضرر غيرها بشكل جنوني . وهنا تكمن النظرة إلى الذات والنفس فقط . ترى هذة الشخصية أنها تمارس حق من حقوقها وبالرغم من انتقادات الناس حولها إلا أنها تبقى مُصِرَّة على تحقيق رغبتها ومع ذلك هذه الشخصية قد تصل إلى مرحلة اكتشاف هذه المشكلة ومعنى إلحاق الضرر بالآخرين وأيضًا
تبقى بنفس الأسلوب . ومن صفات هذه الشخصية : تتمسك برأيها وتدافع عنه بشراسة ، وقت ممارستها للسلطة لايهتم بمشاعر الآخرين ، همها الأول والأخير أن تكون هي سيدة الموقف ، وتسعى لإخضاع الآخرين .
كيف يمكننا التعامل مع المتسلط ؟!
أولا والأهم هو اكتشاف نوع هذه الشخصية من حيث استقباله للمعلومات ( سمعي ، بصري، حسي) أو حتى كشعور يعتبر أهم خطوة لمعرفة التعامل معها .
ومع الأسف هذه الشخصية متعددة في محيطنا فنراها في حياتنا كثيرا في العمل أو بالقرب من الأقارب كزوج ، زوجة ،أو كـا أخ ، أو جار أو ربما صديق فلا مناص من التعايش معهم وفهم نفسياتهم .....
كل هذا التعدد له صورة واحدة ومنطق واحد الوضوح أما هذه الشخصية ووضع حدود أمامها أمران مهمان حيث يقلل من نسبة فرض رأيها . من المفترض أن نقدم لها القوة في الرأي وعدم ترك مساحة لفرض رأيه هو فقط .
قد يكون هناك اجتهاد بتقديم حلول شخصية ثقافية لهذا النوع أهمها :
- إشعارها بالأمان وتعزيز الثقة من حولها لأنها تفتقد هذان الأمران ، أيضًا
- الحوار معها بكل هدوء وشفافية خصوصاً عندما تحاول فرض رأيها . إذا كان هناك اجتهاد شخصي بطريقة مباشرة فالأفضل
- الجلوس معه والحوار معه بكل هدوء وقبل كل شيء قول الله تعالى
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )



