حب الأوطان غريزة في النفس البشرية , فرسولنا صلى الله عليه وسلم لم يخرج من موطنه مكة المكرمة اختياراً بدليل قوله عليه السلام : ولولا أهلكِ أخرجُوني منك ما خَرجتُ .
ولقد عبر الشاعر العربي عن صدق حب الأوطان بقوله :
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام
ولهذا فلا غرابة إذا رأينا شعوب العالم تعشق أوطانها وتباهي بإنجازاتها وتفاخر بتأريخها عندما يمتد إلى مئة عام أو يزيد قليلاً , بينما نحن في السعودية العظمى نفخر في هذا العام 2025 م , بمرور ثلاث مئة سنة من الأصالة والفخر والعز والانتماء والولاء , فمنذ الثاني والعشرين من عام 1727 م , يوم دخول الإمام محمد بن سعود الدرعية وإعلان حكمه بها , بدأت الدولة السعودية الأولى وتجذر الشموخ والإباء والانتماء , مروراً بمحطة الدولة السعودية الثانية حين جددها الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود يرحمه الله مواصلاً التمسك بالحقوق , وصولاً إلى مؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه , الذي استعاد ملك أجداده في عام 1319هـ , الموافق 1902 م , ويستمر العز والشموخ والأصالة والانتماء , ويواصل أبناؤه الملوك البررة : سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله يرحمهم الله , وصولاً إلى هذا العهد الزاهر , عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود , ملك الحزم والعزم يحفظه الله , وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود عراب الرؤية يحفظه الله .
وإننا حين نتأمل ونقارن حال أجدادنا وما عانوه من شظف العيش وضعف مقومات التنمية مع ما نعيشه اليوم - بحمد الله - من أمن ورخاء وتنمية شاملة تصل إلى مصاف تنمية بلدان العالم الأول بل وتفوق أحياناً في بعض الخدمات, حتى غدا ساكن البادية ينعم بالخدمات التنموية المميزة مثله مثل ساكن المدن الكبرى سواء بسواء , واضطلعت الهيئة الوطنية للأمن السبراني بتسخير التقنية لإنجاز الأعمال وحماية البيانات, فما كنا ننجزه في أشهر وأسابيع أصبح المواطن والمقيم يُنجزه بضغطة زر , وهو يحتسي كوبا من قهوته المفضلة , في بيته أو استراحته أو في عمله الخاص .
ولا شك أن هذه النعم تحتاج منا إلى شكر الله أولاً ثم شكر قيادتنا الحكيمة أيدها الله التي سخرت كل إمكانات الدولة وخيراتها وفق رؤية المملكة 2030, تلك الرؤية الطموحة التي تجاوزت التطلعات بقيادة ربان سفينتها سمو ولي العهد يحفظه الله ويمده بعونه وتوفيقه , وفريق العمل مع سموه الكريم , لمواصلة تحقيق أهداف الرؤية وكسر الأرقام , لنصل إن شاء الله إلى أرقام قياسية من العطاءات التي يعود نفعها على المواطن والمقيم والزائر .
كما يتطلب منا أن نقف صفاً واحدا في وجه كل من يضمر الحقد والحسد والعداء لبلد الخير والسلام المملكة العربية السعودية , كما يتطلب منا أيضا أن نقف في وجه كل فكر ضال من عدو حاقد أو مُغرر به .
وبالشكر تدوم النعم , فاللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان والخير الوفير واحفظ بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية, واحفظ اللهم مولانا خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود والأسرة المالكة والشعب السعودي الأبي الذي أثبت قوة تلاحمه في وجه كل من خطط لاختراق ذلك التلاحم الصلب , ولا عزاء للحاقدين .
المقالات > السعودية العظمى .. ثلاثة قرون من المجد والفخر
بقلم / د. علي بن أحمد الشيخي

السعودية العظمى .. ثلاثة قرون من المجد والفخر
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/425097.html