قال الأمین العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العیسى، خلال لقائھ ببرلمانیین ومسؤولین وإعلامیین یابانیین في طوكیو، إن ظاھرة «الإسلاموفوبیا»
لیست سوى مزایدات سیاسیة وإعلامیة بعیدة عن حقیقة الإسلام، وھذا كلام صحیح، لكن المؤسف حقا أن مسلمین وعربا ساھموا في خلق وتغذیة ھذه الظاھرة!
فإذا كان مسلمون وعرب قد فشلوا في التمییز بین الإسلام والتطرف الذي تقنع بھ وحاول اختطاف ھویتھ، فكیف نطلب من الآخرین أن یصلوا إلى قناعة براءة
الإسلام والمسلمین من كل الجرائم التي ترتكب باسمه!
للأسف ساھم إعلامیون ومثقفون مسلمون وعرب في إلصاق تھمة الإرھاب والتطرف والتشدد بالإسلام والمسلمین عندما بدوا وكأنھم یخوضون المعركة ضد
الإسلام ولیس ضد الفكر الذي اختطف ھویتھ، لقد فشلوا في تحدید ھویة العدو قبل خوض المعركة معھ، فیما نجح المتطرفون في إقناع عامة المجتمع المتدین
بطبیعته بأنه یمثل ھویة الإسلام التي تتعرض لھجمة لا تستھدف التطرف بل تستھدف الدین نفسه!
قبل أن نصحح صورة الإسلام المشوھة عند غیر المسلمین علینا أن نصححھا أولا عند بعض المسلمین، فالذین یستھدفون الإسلام لا یستشھدون بآراء المتطرفین
والتكفیریین بالإسلام بقدر ما یستشھدون بآرائنا نحن في أنفسنا!
لقد قفز الكثیرون إلى مركب محاربة الإسلام المتطرف، واختلط حابل الأھداف بنابل الغایات، لكن من المھم ألا یثقب المركب من أھلھ، لأن الجمیع سیغرق معھا!