الاختلاف فطرة بين البشر لاختلاف اجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم التي قدرها عليهم، فقدرة الفرد او المجتمع على قبول الآخرين رغم اختلافهم والتعايش معهم بسلام واحترام هو التسامح.
فالمجتمعات لا تُبنى إلا على هذه القيمة وعندما تفتقد تعم الفوضى والخراب والتناحر بين الناس. لذا نجد أن الدين الإسلامي قد هذب سلوكنا منذ أربعة عشر قرناً وجعل التسامح من القيم الأساسية التي تشجع عليها ففي القرآن آيات عدة تأمرنا بذلك وفي السنة من أقوال وأفعال النبي ﷺ منهج كامل في التسامح والعدل والرحمة، فهو قدوتنا ﷺ في التسامح والتعايش السلمي مع اختلاف أطياف المجتمع ففي عفوه عن اهل مكة عند فتحها انموذجاً سامياً يقتدى به.
فوطني العظيم المملكة العربية السعودية رسخ قيمة التسامح بل أنه صار من أولى اهتمامات قيادتنا الرشيدة وله جهود عظيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الأمين كمبادرة " تعزيز التسامح والتعايش السلمي " للوعي بأهمية هذه القيمة السامية وتطبيقها من خلال الحوار والسلام المتبادل بين أبناء المجتمع وبيننا وبين الشعوب المختلفة.
ويتجلى ذلك واضحاً من الأهداف الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030م والتي من ضمنها " تعزيز قيمة الوسطية والتسامح " والتي نسعى كمواطنين صالحين لتحقيقها وتوظيفها كلاً في مجال عمله وفي مجتمعه فنحن المعلمون نهدف إلى غرس هذه القيمة في نفوس طلابنا لينشأ جيلاً واعياً نابذاً للتطرف والعنصرية والكراهية يسعى للتقارب والتعارف والاحترام لتحقيق العدالة الاجتماعية والتعايش السلمي بين الشعوب مستمدين ذلك من أسس ديننا الحنيف تنفيذاً للأمر الرباني وطلباً للمغفرة قال تعالى "وَلۡيَعۡفُواْ وَلۡيَصۡفَحُوٓاْۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ "رَّحِيمٌ".