قضى المستعرب الياباني نوبوأكي نوتوهارا قرابة الأربعين عاماً وهو يبحث في الثقافة العربية ويحاول استكشاف أسرارها، وزار العديد من الدول العربية ومنها: مصر، وليبيا، والسودان، وسوريا، واليمن، والمغرب، وترجم عدداً من الكتب العربية التي التقى بمؤلفيها، وممن لم يلتق بهم - ممن ذاع صيتهم - للغة اليابانية، وحاول نوتوهارا التعمق في ثقافة البدو في البلدان العربية التي تردد عليها؛ ليخرج بكتابه المثير "العرب: وجهة نظر يابانية".
وبعد قراءتي لكتاب المستعرب الياباني نوتوهارا قراءة أولية؛ خرجت ببعض الملاحظات المهمة حول عددٍ من النقاط التي تمنيت أن الكاتب تريث في طرحها أو التعليق عليها، حيث أنه برغم الجهد الكبير الذي بذله المؤلف باحثاً ومستكشفاً لأسرار الثقافة العربية، وبرغم المكانة العلمية التي يتبوؤها في اليابان كأستاذ جامعي؛ إلا أنه اختزل رأيه في الثقافة العربية من خلال الدول التي زارها واطلع عن كثب على ثقافة شعوبها، بل بدا أسيراً لثقافة شعوب بعض الدول العربية مثل مصر، التي تردد عليها كثيراً وعاش فيها ما يقارب العشر سنوات، في حين أن الدول العربية تتشكل جغرافياً بين قارتي أفريقيا وآسيا، ولكل قارة ما يميزها عن القارة الأخرى، كما أن لكل دولة في القارتين ما يميزها عن الدول الأخرى، بل إن هناك من الفروقات الكبيرة بين شعوب بعض الدول المتجاورة الشيء الذي لم يدركه نوتوهارا ولم يتطرق إليه بتاتاً.
ذكر نوتوهارا أيضاً في كتابه أن التوتر يبدو سمةً عامةً على وجوه الشعوب العربية، وعلل ذلك بأسباب متعددة منها: غياب العدالة الاجتماعية، وشح الفرص، وهذا غير صحيح؛ والغريب في الأمر أن نوتوهارا عاش في مصر مدةً طويلةً، وهي الدولة التي يتحلى شعبها بروح الفكاهة والمزاج العالي ولم يكتشف ذلك، كما أنه أطلق أحكاماً متسرعة على بعض الدول؛ بناءً على مواقف سلبية تعرض لها أثناء زياراته المتكررة، وهذا من التعميم الخاطئ، أما عن انتقاده لملابس شعوب الدول العربية وقوله بأن ذلك يدل على عدم الحرية فهذا من المضحك؛ فالجميع يعلم أن الدول العربية يختلف شعوبها من دولة إلى أخرى في طريقة ارتداء الملابس وأشكالها، وتتنوع وتتعدد الأشكال في الدولة الواحدة، بعكس الدول التي يرتدي شعوبها زياً موحداً مثل بعض الدول الأوروبية والآسيوية، التي تتخذ من الزي الإفرنجي لباساً لشعوبها.
ويحسب للمستعرب الياباني إعجابه ببعض العادات والسلوكيات التي تحدث عنها من خلال بعض القصص التي رواها، مثل: الالتزام الديني، والكرم، والشرف، وحشمة النساء، والصبر، والشجاعة، والتمسك بنمط الحياة البعيد عن الترف، كما أنه انتقد بشدة سلوك بعض المواطنين في الدول التي زارها، كما عبّر عنه بتخريب الممتلكات العامة، وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية؛ وعزا ذلك لأسباب غير منطقية منها: عدم التوافق مع السلطات الحاكمة في تلك الدول، وهذا أيضاً من التعميم غير المنطقي؛ وقد يعود ذلك في ظني لأسباب تربوية بحتة، بدليل أنك قد تشاهد مثلاً مواطناً يتسبب في تخريب ممتلكاته الخاصة أو الممتلكات العامة أو لا يحافظ عليها؛ بسبب جهله بعواقب وخطورة ذلك الأمر، أو لعدم وجود قوانين صارمة تضع حداً لمثل تلك التصرفات.
- 23/04/2024 نائب أمير مكة يستقبل عدداً من الأمراء والعلماء والمشائخ ومديري الجهات الحكومية والقطاعات الأمنية بالمنطقة
- 23/04/2024 خادم الحرمين الشريفين يرأس جلسة مجلس الوزراء .. ويصدر عددًا من القرارات
- 17/04/2024 مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ 44 تنطلق في شهر صفر القادم
- 16/04/2024 أمير منطقة الرياض يحضر حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية الاثنين القادم
- 16/04/2024 نائب أمير مكة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية
- 15/04/2024 سمو وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية أوزبكستان ويوقعان على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة
بقلم : شويش الفهد
العرب بعينٍ يابانية
25/07/2023 9:11 ص
بقلم : شويش الفهد
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/355330.html