المقولة الشهيرة الأقارب عقارب مقولة منتشرة بين المجتمعات وأصبحت من الأمثلة المتداولة بشكل واسع وكبير ومع أننا لا نعرف الظروف والأسباب التي قيلت فيها هذه العبارة إلا إنها من العبارات غير الموفقة وغير دقيقة ومدعاة للتنافر بين الأقارب والأرحام ويستشهد بها الناس عند أي خلاف أو نزاع عائلي وهي شكلاً ومضموناً تدعو إلى التنافر والتباعد وكأنها توحي بالحذر من الأقارب
وهذا لا يعنى أن الأقارب لا يحصل بينهم خلافات ومشاكل أو مظالم بل تحصل ووقعها شديد على النفس وأثرها كبير يقول الشاعر طرفة بن العبد: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
لكن أخذ عبارة الأقارب عقارب على إطلاقها هو الظلم بعينه فالأصل أن يكون السائد بين ذوي الأرحام البر والتواصل والصلة والإحسان والتجاوز عن الأخطاء يقول الشاعر بن زويبن: خلك شمالي عند زلة قرايبك
وعلى الحقوق اليا نصنك حجازي
وقد حث الدين الإسلامي الحنيف على الإحسان إلى الأقارب مهما حصل منهم.
جاء في صحيح مسلم أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّ لي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إليهِم وَيُسِيؤُونَ إلَيَّ، وَأَحْلُمُ عنْهمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقالَ: لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ وَلَا يَزَالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ علَى ذلكَ.
أعتقد أنك أخي القارئ الكريم تتفق معي على أن هذه من العبارات المستخدمة التي يجب الحذر منها ونبذها لخطورة أثرها على العوائل والأسر وامتدادها إلى التأثير على المجتمع. وفق الله الجميع لكل خير.
بقلم/سعود بن حمود بن قعيد

الأقارب عقارب
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/352619.html


