الماء شريان الحياة، وعماد التنمية، وتأمينه أهم النقاط التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند النظر في أمر الزيادة السكانية، والتوسع الصناعي والزراعي، وبحكم موقع المملكة الجغرافي، وظروفها المناخية، فإنها تتميز بقلة شديدة في هطول الأمطار، إذ يستقبل إقليم عسير حوالي 300 ملم سنوياً في المتوسط، حيث يعتبر الأوفر حظاً على مستوى المملكة بالنسبة لهطول الأمطار.
ورغم قلة كمية الأمطار التي تسقي المملكة، إلا أنها تضيع في مصاب الأودية، وتنحدر بعيداً عن التجمعات السكانية، لتصل الاستفادة منها إلى نسبة ضئيلة جداً، رغم أن وزارة الزراعة قامت ببناء السدود، وكذلك يوجد سدود ترابية بجهود فردية، وقد قامت تلك السدود بالاحتفاظ ببعض مياه الأمطار، ولكن لا تزال الكمية الأكبر تذهب سدى.
ولتحول البلديات إلى إنشاء العبّارات بدل الكباري داخل القرى والهجر والمدن لتوصيل الأسفلت بين جانبي الأودية، فإنه وللحفاظ على أكبر كمية من مياه الأمطار، ينبغي عليها أن يشمل العقد سد جوفي في الجانب السفلي للعبارة، وهذا السد قد لا يتجاوز في العمق ستة أمتار، ويكون إما ببناء البلك، أو بالخرسانة، حيث أنه تحت الأرض لن يتعرض للهدم، وسيبقى يحتجز كميات من المياه، وتشكل أرضية العبّارة الجانب الأعلى له، ليعطينا في النهاية خزان جوفي مغطى من أربعة جوانب وجانبه المواجه لأعلى الوادي مفتوح، ومملوء بالتراب الذي سيحتفظ بالماء.
وتستكمل الزراعة وضع جسور جوفية في الأماكن التي لا يوجد فيها عبّارات، مكونة من جدار واحد، حيث تكون أعلى نقطة من هذا الجدار على مستوى سطح الأرض، ليحتجز خلفه كميات من المياه، سيكون أقل فائدة لها نمو غطاء نباتي حولها، وتخفيف سرعة انحدار السيول، وتحويل مسار الماء تحت الأرض لتستفيد منه المزارع والآبار المجاورة.