ما أجمل أن تتزاحم الفرص، وتتعانق الأحلام والأمنيات، فتوقع العقل في حرج الاختيار، غير آبهٍ حينَ الجمعِ بينها بالمثل الشعبي الشهير "لا طال عنب اليمن ولا بلح الشام" الذي أخذ مكانه في الاستشهاد بذهاب الفرص المتنازعة بين طمع في تملك وقناعة في تنازل.
من وجهة نظري المتواضعة أن اقتناص الفرص المتاحة حال تدفق أنهار الدافعية نحو تحقيق الأهداف الواضحة التي يمكن تحقيقها أمر محبب وحق مشاع لكل أحد دون استثناء، لكن في هذه الحالة تأتي مرحلة فلترة الأولويات، وإعادة ترتيب الأوراق، ثم الخوض في وضع الخطط المدروسة المنظمة؛ ليتلاءم الغمد وسيف الأهداف المرسومة، قصيرة المدى فبعيدة المدى على قدر من الوضوح والهدى والبرهان.
وحين تأتي الأمور كما نحب وفوق سقف توقعاتنا، نرجع الفضل لله وحده ولا نقول مثلما قال قارون "إنما أوتيته على علم عندي" بل نكرر قوله تعالى "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى".