من يعود للوراء قليلًا يرى أن كثيرًا من أهله وجيرانه وأصدقائه قد تركوا قراهم خاطبين ود المدن ليحظوا بخدمات الـvip، جامعات، ومستشفيات، ومطاعم، وكل وسائل الترفيه، وقد تزداد البهجة بالحصول على وظيفة كون المدن بيئة جاذبة تزداد فيها فرصة الحصول على العمل، كما أنها بيئة محفزة لمواصلة الدراسات العليا في جامعاتها المنتشرة في كثير من أحيائها، مشرعة الأبواب لكل طالب علم طموح، ذي همة عالية تعانق السماء وتصافح النجوم.
الهِجرةُ إلى المدن وهَجْرٍ القرى والأحياء والهٍجَرِ زادت الأعباء على المدن كثافة سكانية هائلة وازدحام شديد، طرق تئن من كثرة السيارات، ومبانٍ اعتذرت من كل زوار مدينتها، وكأن لسان حالها يقول الزموا أماكنكم، وسنجلب لكم كل ما تحتاجون من خدمات أي لا هجرة للمدن بعد الآن.
يا ترى بعد إعلان قيام المدينة المليونية ذا لاين، تلك المدينة الحالمة صديقة البيئة (صفر شوارع، صفر سيارات، صفر عوادم)، يتكرر السناريو ويهاجر أهل المدن إليها؛ ليعشوا الحياة الحقيقية ويسبحوا في نهر جودة الحياة الجديدة؟! أجيبوا -رعاكم الله-.