الكتابة فنٌّ تحتاج إلى أداة، وهذه الأداة لا يملكها كلّ من ملك إصبعا طال أو قصر؛ فـ "ما كلّ شائم بارق يُسقاه..!!".
تلكم الكلمات تصحّ أن تكون مدخلاً جيّدًا لهذا المقال، كما تصحّ أن تكون عنوانًا لمن يظن أنّه كاتبًا، أو قاصًّا، أو روائيًّا، أو إعلاميًّا، أو حتى شاعرًا.
هناك حساسية مفرطة من قبل البعض فيما أكتب، وتلك الحساسية لا ترتبط بكاتب هذه السطور؛ ولكنّها فيما يطرحه أو يصرّح به؛ فمن جهلة الأدب والفكر، وقراصنة الإعلام، وربائب المتسلقة، وأصحاب الأفكار المنحرفة من يظنّ أنّ ما تكتبه خاصّ به، ومسلّط عليه فأصبح الواحد منهم إن لم يكن بصوت المقال، فبصوت المقام آخذًا بقول من قال: "كاد المريب أن يقول خذوني"!
ذات مرة، اتّهمت بأنّني آخذ "جعلاً" نظير ما أكتب، وقد جمع صاحب هذه الفرية العديد من المقالات التي كتبتها في شؤون الأدب والفكر والفلسفة، مستنسخًا منها ما يخالف ما يعتقده ويؤمن به.
ولكنّ الحقيقة تقول؛ إنّني كتبت عن الفلسفة وعلاقتها بالدِّين، وكتبت عن حضورها في المشهد الثقافي السعودي وبشَّرت بها، قبل أن تعلن وزارة التعليم خبر نية إقرارها في مدارس التعليم، واتُّهمت حينها بسوء النّية، وخبث المقصد ممّن يجهل ماهية الفلسفة ودورها التّنويري.
وكتبت الكثير من المقالات حول الجماعات الإرهابيّة، وكشف خطرها، وبيان أدبياتها وتهافت خطابها؛ وفتحت العديد من الملفات الحيّة في جريدة "المدينة" مع ثلّة من المحررين المتميّزين عنها، وعن خطر المدّ الصفوي قبل أن تتكشّف سوءات تلك الجماعات ونواياها الخبيثة أمام دهماء الناس ورعاعهم.
وكتبت عن الوطن والذود عنه، وعما يسمَّى بـ "الربيع العربي"، وخطر البيانات المشبوهة، وعن ضلال الشعارات المرفوعة والخطابات المضلّلة التي يُروَّج لها ممّن يزعمون أنّهم أهل للقول والفكر، فأبطلت مزاعمهم بالحجة والبرهان.
وكاشفت في "مواجهات" وجهًا لوجه العديد من الشخصيات الثقافيّة، والقامات العلميّة المعروفة، والشخصيات الاعتبارية مع اختلاف توجهاتهم، وأطروحاتهم، وأفكارهم، فتكاثرت في حينها عليَّ السّهام، وتبارت الألسن بسوق الأقاويل وقيادة التّهم، وكان حسبنا من كل ذلك قول صاحبنا المتنبي:
رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتّى
فؤادي في غشاءٍ من نِبالِ
فصرْتُ إذا أصابتني سِهامٌ
تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ
وهانَ فما أُبالي بالرزايا
لأنّي ما انتفعْتُ بأن أبالي
ومع كلّ ذلك؛ لا زلت أقول وأكرّر بأنّه لا ضير على من يعارضك في الرأي، ولا ضير على من يغايرك في الفكرة؛ بل لا ضير على من ينبذك في الطّرح؛ ولكن الضّير -كلّ الضّير- على من يسوس الأقاويل ضد وطنك وقيادتك.
وهنا تعلّمنا الحياة..
تعلمنا أنّ هناك أناسًا يعدُّون نادرة من نوادر الحياة، فيما سبق أن قرأت وعرفت، وسخرة لمن يريد السّخرة والتّندر فيما التقيت وخبرت.. وهؤلاء الأناس كثيرًا ما يتكرّرون في كلّ عصر أو جيل.
إنّ هؤلاء ومن لف لفهم لا يعنيهم -والله- لا أدبًا، ولا ثقافة، ولا علمًا، ولا فكرًا، ولا إعلامًا بقدر ما يعنيهم السّعي لنيل أغراضهم ومكاسبهم الشخصيّة، والتوسل بأوصافهم الوهميّة لقضاء الغرض المستور، فإذا شاء القدر مع غفلة المغفلين، ووصلوا إلى غرضهم، فقد وصلوا إلى هدفهم المقصود، وبهذا يدرك شهرزاد الصباح.. فتسكت أو لا تسكت، وتتكلّم أو لا تتكلّم بكلام مباح أو غير مباح، فقد آن لأبي حنيفة أن يمدّ رجله؛ بل رجليه معًا إلى ما استطاع إلى ذلك سبيلاً..!!
- 23/04/2024 نائب أمير مكة يستقبل عدداً من الأمراء والعلماء والمشائخ ومديري الجهات الحكومية والقطاعات الأمنية بالمنطقة
- 23/04/2024 خادم الحرمين الشريفين يرأس جلسة مجلس الوزراء .. ويصدر عددًا من القرارات
- 17/04/2024 مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ 44 تنطلق في شهر صفر القادم
- 16/04/2024 أمير منطقة الرياض يحضر حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية الاثنين القادم
- 16/04/2024 نائب أمير مكة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية
- 15/04/2024 سمو وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية أوزبكستان ويوقعان على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة
بقلم / ساري بن محمد الزهراني
فاصلة منقوطة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/233459.html