إنها القنفدة المحافظة التي تعتبر بوابة منطقة مكة المكرمة الجنوبية، وإحدى أكبر محافظاتها وسَميّة أختها "الحضرمية" تلك القرية الواقعة بين جبلين في الشِّحر، قريبًا من عدن كما يقول العلامة مرتضى الزبيدي في مصنفه" تاج العروس من جواهر القاموس".
وبعض محبيها المغالين جنح بهم الخيال فقالوا إن سبب تسميتها بهذا الاسم يعود لامراة صاحبة مقهى اسمها القنفدة وهي أول من سكن شاطئها لخدمة البحارة والعابرين، ثم زادوا في سيناريو الحدوتة فزوجوا هذه المرأة غير المعروفة برجل أسموه البندر. حكاية "هلامية" كهذه يسميها الأجداد "حِجْوية" يرقدُ عند سماعها الصبيان من حديث الجدات عِشَاءً دون عَشَاء.
ولم يكتفوا بذلك فادعى بعض الكتاب والمؤرخين والشعراء والصحفيين بغير يقين أنها -أي القنفدة- غيرت اسمها وتسمت بالبندر، مع أن البندر لو تمهلوا وبحثوا سيجدون أنه الرجل المذكور في مطلع حكايتهم الأولى فحولوه لاحقًا إلى مدينة تضج بالحياة برًا وبحرًا.
خيال خصب أليس كذلك؟ وما دروا أن البندر اسم فارسي اقتبسه الأتراك فألصقوه عنوة بالقنفذة، ونعتوا به كل مرسى مثله للقوارب والسنابك والسفن الشراعية، وكان تحت سيطرتهم في جزيرة العرب وغيرها وهو ما ينطبق على حال القنفدة فهي "بندر القنفدة" والتي جعل منها الأتراك قبل جلائهم عنها مطرودين عام 1337هـ ميناءً لحكومة احتلالهم العسكري لعسير وسراة وتهامة عام 1289هـ.
فهلا احترمنا تاريخ القنفدة المدينة "المحافظة" التي أضحت على العهد السعودي الحديث مدينة جذّابة صيفًا وشتاءً بفعل عناية حكومتنا الرشيدة، فنالها وجميع مراكزها التسعة "القوز، حلي، كنانة، أحد بني زيد، خميس حرب، ثلوث الخرم، سبت الجارة، المظيلف، دوقة" التطوير والتحديث. حفظ الله القيادة الحريصة على جميع أرجاء الوطن عناية ونماءً.