هاقد حانَ موعدُ الحصادِ أو اقترب، احتضنوا أولادكم وإخوانكم وطلابكم مهما كانت نتائجهم ودرجاتهم متدنية، أظهروا لهم فرحكم بهم، وربتوا على أكتافهم، وضخموا إنجازهم حتى ولو تعثروا في كل المواد، هونوا عليهم، ارفعوا معنوياتهم، قدموا لهم مكافأة ولو على حضورهم للمدرسة في الفصل المنصرم، قولوا لهم : "هذه كبوة جواد"، وأن تراجعهم هذا سيكون دفعةً لهم للأفضل، كالسهم يرجع للخلف لينطلق بقوة أكبر فيصيب الهدف، وكالنمر يتراجع لينقض على فريسته، وأنهم يملكون قدرات عالية للغاية، وأنهم سيعوضون في الفصل القادم ما فاتهم، انثروا بذور الثقة فيهم واسقوها بماء الحب في أرض أرواحهم لتهتز وتربو وتُنبتُ من كل زوج تفوق ونجاح بهيج، لاتقارنوهم بغيرهم، فهم ليسوا كغيرهم، ناقشوا معهم - وعلى انفراد وبهدوء ومحبة - أسباب تعثرهم، وكيف يعالجوه ؟، لا تربطوا حبكم لهم بتحصيلهم الدراسي، ولاتسمحوا لنتائجهم المنخفضة أن تمحو صفاتهم الرائعة وإنجازاتهم المختلفة، امنحوهم إجازة ممتعة لهم، دون عقوبات، واقبلوهم كما هم، وكافئوا المحسن منهم على إحسانه مكافأة خاصة دون أن تتضمن عقوبةً للمسيء منهم، واهمسوا في أذنه : "أن البقاء على القمة أصعب من الوصول إليها"، ولاتسمحوا له أن يفاخر بإنجازه، إن كان يقصد إغاظة من حوله، شاركوا الاثنين - المحسن والمسيء - في رسم خططهم وتنفيذها.
همسة :
لنتجنب الثلاث الموبقات :
1- أن نقع في فخ النجاح بالوكالة، فندفع أولادنا للنجاح، كي نشعر نحن بأننا نجحنا، أو نحقق فيهم ماعجزنا نحن عن تحقيقه ..!!
2- أن نحاسب أنفسنا قبل محاسبة أولادنا، فقد نكون نحن من قصرَ في متابعتهم، وانشغل عنهم، وأهملهم، ولم نتواصل مع مدارسهم ومعلميهم بشكلٍ كاف ..!!
3 - أن نُغفل أن لكل إنسان قدراته وفروقه الفردية وإمكاناته الخاصة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مستشار أسري وتربوي مُعتمد
مدرب دولي مُحترف مُعتمد
مُعد ومُقدم برامج
كاتب صحفي