شهدت وزارة التعليم تحولات جذرية وتاريخية في هيكلها الإداري التعليمي، من خلال تقليص عدد إدارات التعليم من 47 إدارة إلى 16 إدارة عامة، وإلغاء مكاتب التعليم ، هذا التحول يضع المدرسة كمكوّن أساسي بارز في منظومة التعليم ويستلزم إعادة تصور نمط التعامل معها، بحيث تكون المدرسة أقرب إلى صلب عمليات التعليم والتعلم لا بعيدًا عن خط السلطة.
وهذا يتطلب تمكين المدرسة أي تحويل دورها من مجرد منفذة فقط للتعليمات واللوائح والإجراءات إلى مركز فعّال لصنع القرار التعليمي الداخلي ، مما يستدعي تفعيلا حقيقيا لدور القيادة المدرسية و ابراز مدير المدرسة كقائد تعليمي مفوض بصلاحيات مدرسية وإدارية محكومة بإطار تنظيمي واضح ، وحتى تمارس هذه الصلاحيات كما ينبغي لا بد من اعداد و تطوير مهارات مديري المدارس في مجالات القيادة المختلفة ومنها :
- التخطيط الاستراتيجي والتطبيق والمتابعة والتقويم لكافة المدخلات والعمليات والمخرجات في إطار الأهداف الوطنية.
- إدارة الموارد التعليمية بفعالية وفق احتياجات المجتمع المدرسي.
- التواصل الفعّال داخل المدرسة وخارجها والمشاركة الفاعلة مع أولياء الأمور والمجتمع المحلي والجهات ذات العلاقة.
- دعم وتحفيز الابتكار في أساليب التدريس والتقويم والتطوير
⁃تأمين بيئة تعلم آمنة ومشجعة ومحفزة للتعليم والتعلم
- القدرة على توظيف البيانات التعليمية لاتخاذ قرارات دقيقة ورشيدة .
وينبغي للجهات الداعمة للمدرسة بالوزارة والإدارات العامة القيام بمايلي :
- دعم المدرسة ماديا وإداريا ومعنويا خلال هذه المرحلة الانتقالية .
- توفير بنية تقنية موحدة تتيح التواصل والتعاون بين المدارس والجهات المركزية.
⁃العمل على تجويد خدمات شركة تطوير المسؤولة عن صيانة وتأهيل ونظافة المدارس وتأمين كافة التجهيزات المدرسية ، لتحويل مدارسنا إلى مدارس جاذبة ومحفزة لعمليات التعليم والتعلم
⁃تقديم آليات واضحة للدعم والتوجيه الفني ، تستند على تقارير هيئة تقويم التعليم والتدريب ومعاييرها مع مرونة لتكييف الإجراءات بما يخدم المدرسة وظروفها الخاصة الجغرافية والمجتمعية .
- إنشاء منصات تواصل وتعاون فاعلة مع المجتمع المحلي وأولياء الأمور والجهات التعليمية الأخرى.
⁃اعتماد نظام حوافز مجزي لمديري المدارس يتناسب مع أدوارهم ومسؤولياتهم الكبيرة ، وحتى يكون محفزا لاستقطاب الكفاءات المميزة للعمل بالادارة المدرسية .
⁃معالجة التحديات التي تواجه المدارس النائية خاصة ما يتعلق بالعزوف عن القيام بإدارة المدارس فيها ، فهذا يشكل تحديا كبيرا في ظل هذا التحول
⁃التوعية الجادة والملزمة بأن هذا النموذج يتطلب التخلي عن كافة الأدوار والممارسات السابقة التي كانت تنظر للمدرسة بعين التبعية والفوقية واعطاء التعليمات والتوجيهات . والتعامل معها باعتبارها كيان هام ممكّن لها صلاحياتها وأدوارها ومسؤولياتها التي يجب أن تقدر وتحترم ، فقط تتشارك وتتشاور الجهات الداعمة مع فريقها بقيادة مدير المدرسة - عند الحاجة -دون فرض أي تعليمات أو توجيهات .
إن هذا التحول التاريخي في هيكلة التعليم يمثّل فرصة حقيقية لتعزيز قدرات المدارس وتمكينها من التكيف مع المتغيرات والتحولات الحديثة في التعليم،و ليكون لديها القدرة على الابتكار، وتحقيق الجودة، وتلبية احتياجات الطلاب والمجتمع بشكل فعال ، وتقديمها كمنصة تعلم متقدمة ومتماسكة مع المجتمع المحلي ، لها دورها الفعّال في استدامة جودة التعليم والتنافسية العالمية .



