المتتبعون لمجريات الأحداث في منطقة الخليج العربي يذكرون جيدًا الدعم السخي لليمن منذ عهد الملك المؤسس، عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، وقد واصل خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان -حفظه الله- هذا المد التضامني، حيث أحدث البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الذي يمر بأزمة غير مسبوقة بسبب الانقلاب الحوثي على الشرعية، تنفيذًا لأوامر أولياء أمره من الملالي والمجوس نتج عنه تشتت الشعب اليمني الجريح، فقد أطلقت حكومة خادم الحرمين الشريفين حزمة من المشاريع من شأنها إغاثة المناطق المحررة في شتى الميادين منها : الطرقات والموانئ والمطارات، الكهرباء والطاقة، الزراعة والثروة السمكية، التعليم، الصحة، المباني الحكومية، وهي تعتبر من أضخم المشاريع الإنسانية السعودية في اليمن، سواء بمساهمة مركز الملك سلمان للإغاثة أو بدعم من المنظمات الأممية ذات العلاقة لمجابهة عدة جوائح منها الجراد الصحراوي وآخرها جائحة كورونا.
ويذكر أن لمركز سلمان للإغاثة دورًا محوريًا في دعم الهياكل الصحية وتكوين الإطارات الطبية وشبه الطبية لتقديم خدمات من شأنها الحد من انتشار الأوبئة والأمراض، بالإضافة إلى ذلك عملت المملكة على توفير فرص عمل تحفظ كرامة المعطلين اليمنيين في محافظات عدن ولحج والضالع وأبين، ثم أنها أحدثت مشروع "مسام" لإنقاذ حياة الأبرياء من الألغام التي زرعها الحوثيون، فعوض أن يزرعوا الأرض ويعمروها كانوا ينشرون أدوات الفتك والدمار لشعب أعزل.
ومن هنا تأكد للعالم أن السعودية فعلا هي مملكة الإنسانية بكل المقاييس مما جعلها تحتل المرتبة الأولى عالميًا في ميدان الإغاثة والأعمال الإنسانية وهذه الحركات النبيلة انتفع بها كل المحرومين عبر أنحاء العالم، لذلك أصبحت مضربا للأمثال في خدمة إنسانية الإنسان وضمان حقوقه التي تتشدق وتتاجر بها عدة أنظمة مارقة.
والجدير بالذكر أن أرض الحرمين الشريفين أضحت مقصدًا للعديد من كبار ساسة العالم للاستئناس بحكمة القيادة السعودية لإيجاد حلول لعدة قضايا تشغل الرأي العام الدولي، بما في ذلك قضية اليمن التي أطلقت لأجلها المملكة مبادرة لعل الحوثيين يجدون فيها ظالتهم للخروج باليمن وشعبه من الحروب والفتن التي صنعوها وتعود الشرعية والوحدة والاستقرار إلى اليمن الشقيق الذي يرى في السعودية بعده الاستراتيجي والجار الذي يمكن الاعتماد عليه ليبدأ صفحة جديدة في بناء ما هدمته الحرب وما خربه الحوثي ومؤازريه.