تمضي السعودية في خطوات تقدمها ترسم الدهشة وتشكّل في المدى دوائر الإبهار ، فإضافة إلى موقعها الاقتصادي ضمن دول ( G20) ازدادت حضوراً في الأذهان على المستوى الدولي بعد فوزها باستضافة معرض EXPO 2030، وتنظيم كأس العالم 2034، إذ أصبحت بلادنا نقطة جذب عالمية منطلقة من رؤية قيادتها بأن تكون من أفضل دول العالم على مختلف الصّعُد، وأن تكون الوجهة الأولى عالمياً.
لقد أبدى العديد من مشاهير (السوشيال ميديا) العالميين انبهارهم خلال زيارتهم لبلادنا وبثوا ذلك عبر حساباتهم لكل متابعيهم ، ولم تكن (العلا) وآثار الممالك التي شدّهم عمقها التاريخي والحضاري هي كل حكاية الدهشة ، بل زاد إعجابهم المقومات الكبيرة التي تمتلكها السعودية وحالة الأمن الذي تعيشه وكرم وتسامح وتعايش الناس ونمط الحياة ومستوى التحضر في تقديم الخدمات والتنوع الفكري والثقافي.
يتراءى أمام العالم كل هذه المعطيات العظيمة والحضارة الزاهرة، ولكن هل الكل يعلم بدايات تأسيس هذا الكيان الكبير وحجم الصمود والتضحيات بالأرواح في الدولة السعودية الأولى والثانية، والجهود التي بُذلت في توحيد المملكة العربية السعودية وسنوات البناء من قادة هذه البلاد المباركة؟
كما يتبادر إلى الأذهان أيضاً القوة النفطية لبلادنا ولكن قد لا يتصوّر البعض أن رحلة ضخ النفط من أول بئر استغرقت في التنقيب والحفر زُهاءَ خمس سنوات (من 1933-1938) وهي فترة كانت كفيلة بالقضاء على الأمل لولا صبر وحنكة الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-.
لاشك أن ثمّة مقومات عظيمة جعلت هذا الوطن يملك الحضور والتأثير الدولي اقتصاديًا وسياسيًا، ودينيًا واجتماعيًا مُعزّزا بالعلاقة الراسخة بين الشعب والقيادة مما يمنح القوة والتفاؤل وحب التحدي الذي يذكيه كلمات سمو ولي العهد حين قال : "همة الشعب السعودي مثل جبل طويق" ، و"الشباب هم الطاقة الحقيقية والقوة الحقيقية لتحقيق هذه الرؤية، وأهم ميزة لدينا هي أن شبابنا واعٍ ومثقف ومبدع ولديه قيم عالية" .
ولكل ماسبق فالاحتفاء بيوم التأسيس السعودي الذي يوافق تاريخ 22-2-1727 م وهو يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود هو احتفاء عظيم يجسد قصة الكفاح وواقع النهضة ويربط الأجيال بتاريخهم ، ويعبّر عن مظاهر الوحدة والاستقرار وعمق العلاقة بين القيادة والشعب على امتداد تاريخ السعودية منذ بداية التأسيس إلى هذا العصر الذي تواصل فيه بلادنا تعزيز موقعها العالمي في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو لي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهم الله- وأدام عزّ بلادنا.
والله ولي التوفيق