كانت اللغة العربية وستبقى الوحيدة القادرة على الإحاطة بالجوانب العلمية والدينية والفكرية والاقتصادية، فإلى جانب أنها لغة القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وكافة العلوم حيث تتنوع مصادر الثقافة، وتتعدد مناشطها وتزهو بألوانها الجميلة، وعباراتها الفريدة.
فالعربية لغة تعبر عن حضارة عريقة أصيلة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، ودونت بها أعظم الأعمال وأبلغها وأجملها تعبيرا. وقد أثبتت عبر التاريخ سيادتها وتفردها وتنوعها.
وقد وصفت العربية قديما وحديثا بأنها لغة شعرية، وكان الذين يصفونها بهذه الصفة يقصدون أنها لغة يكثر فيها الشعر والشعراء، وأنها لغة مقبولة في السماع بنظمها المسبوك وكلامها الموزون فيستريح إليها السامع، ويطرب لها.
كما كانوا يقصدون أنها لغة يتلاقى فيها تعبير الحقيقة، وتعبير المجاز على نحو نادر في سائر اللغات.
فاللغة العربية هي اللغة الشاعرة، وليس في اللغات التي نعرفها، أو نعرف شيئا كافيا عن أدبها، لغة واحدة توصف بأنها لغة شاعرة غير اللغة العربية.
فالعربية لغة شاعرة لأنها بنيت على نسق فني وموسيقي تعذب الأسماع له، وترق القلوب في التأثر به فهي لغة الذوق والإحساس، بها جمال الكلام وحلاوة اللسان وتذوق المبدع، وقوة البيان.
فالحديث عن محاسنها وجمالياتها لا يتنازع عليه اثنان، بل إن الأمم المتحدة أقرتها من اللغات العالمية
وجعلت الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يومًا لها، فهي كنز لا ينضب، ومن واجبنا الحفاظ عليها وتطويرها. "
وحبها والاعتزاز بها، إن الذي ملأ اللغات محاسن جعل الجمال وسره في الضاد.