(كن جميلا ترى الوجود جميلًا ) مقولة جميلة تبعث على التفاؤل الحسن، وتحث على أن يكون الإنسان جميلًا في سريرته وداخله ليبدء الجمال من الباطن وينعكس على الظاهر، فيرى كل شيء في هذا الكون الفسيح جميلًا، وهذا لن يحصل إلا إذا كان الإنسان سعيدًا، ولأجل حصول ذلك يلزم بأن يسعى الإنسان إلى إصلاح نفسه وسريرته أولاً، لأنك لن ترى الجمال في الخارج وأنت لا تملكه في الداخل، فلن تتمنى الخير للآخرين وأنت ينقصك الإيمان ولن تقدم العون والمساعدة للغير وأنت لا تملك نفسًا كريمة، ولن تقدم غيرك على نفسك وأنت لا تملك الإيثار، ولن تترفع عن السواقط والعيب وأنت لا تملك عزة النفس والمروءة.
إن الجمال ليس جمال الشكل أو الملبس أو المركب؛ الجمال الحقيقي جمال الروح الذي لا تعرف مافيه ولا تستطيع سبر أغواره إلا من خلال تصرفاته وسلوكه الظاهر والملموس أمام الآخرين، وهنا تستطيع أن تحكم على جمال هذا الإنسان من عدمه، فعلى سبيل المثال تقول فلان كريم أو بخيل أو تقي أو فاجر أو حسن أو سيء وقس جوانب الحياة الآخرى على هذا الأساس، والموفق من منحه الله روحًا جميلة تشع جمالًا وخيرًا على الآخرين، وفي بعض الأحيان يكون المظهر خادعًا بجماله خلاف الجوهر، والفيصل في كل الأحوال هو الأقوال والأفعال الظاهرة التي تبين الجوهر.
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : (إنّ اللهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ..)، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا إنّ في الجسَدِ مضغةٌ إذا صلُحتْ صلُحَ لها سائرُ الجسدِ، وإذا فسدت فسد لها سائرُ الجسدِ، ألا وهي القلبُ.)
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيُشهِدُ اللَّهَ عَلى ما في قَلبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصامِ﴾.