المتتبع لتراثنا العربي نثره وشعره خاصة يُدهش إعجابًا من جماليات المفردات البينية فصيحة وعامية في وصف جمال وحسن خِلقة الإنسان أنثى كانت أو ذكرًا، وكذلك الكائنات والأرض والسماوات وما فيهما . فتبارك الله احسن الخالقين . !
ويتصدر الوصف بمفردة الزين تذكيرًا للأنثى بقية الأوصاف فيقال لها عدة اوصاف ومنها زينة ومزيونة ويمنح الذكر عدة أوصاف كذلك منها وصفه بالمزيون ومزيّن .!
وحرف الزاء بداية مفردة الزين ينتسب لمجموعة حروف الصفير( الزاء والسين والصاد) في الأبجدية التي تخرج من الفم كريح قوية من رأس اللسان ومن بين الثنايا العليا والسفلى عند النطق بها، ولهذا يكون وقعها مؤثر على الأذن والإحساس لدى المتلقي .
وكل مايُزين به ويتفاخر به الإنسان فهو زين فعلًا واسمًا .
قال تعالى " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح"..سورة الملك آية( ٥)..أي جعل المصابيح زينة للسماء الدنيا ولن يكون للسماء ذاك الجمال الأخاذ لو خلت من تلك المصابيح..!
و يوم العيد عند الناس يوم يتميز ببهجته ونضارته وتزيُن الناس فيه وخروجهم فيه بأجمل مايلبسون .
وقال تعالى : (ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) سورة التين آية (٤) شهادة ربانية على حسن وجمال خلق الإنسان دون سائر مخلوقاته، ولهذا لايقارن بغيره
و لكي يُغري إبليس _عليه غضب الله_ الناس بوساوسه يُزين لهم سوء أعمالهم أي يجملها في أعينهم غواية منه لهم، وتلك مثلبة جعلت من الزين والتزين في غير موقعها بسبب الشيطان الرجيم. !
وفي ديوان العرب مالذ وطاب في وصف الزين والحسن
فهذا الشاعر ابن الخياط يقول:
إذا زين الحسناء عقد بجيدها فأحسن...منه زينة موضع العقد
وقال ابو العلاء المعري :
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها....ففي وجه من تهوى كل المحاسن.
ويقول نزار قباني:
فإذا وقفت أمام حسنك صامتا...فالصمت في حرم الجمال جمال.
ومن الشعر المغنى قديمه وحديثه مايبهج النفس
يقول قيس بن الملوح:
"بكيت على من زيَّن الحسن وجهها....وليس لها مِثْل بِعُرب واعْجُم."
ويقول دايم السيف :
" نصف زين الخلايق في عيونه..وباقي الزين في باقيه كله"
والابتسامة مرسول التزين بين المرسل لها ومستقبلها
ويالجمال تبادلها بين الناس أليست صدقة ومابالك لو اتصف الاثنان بصفات الزين ..؟!
وسيبقى الزين المقترن بالخلق الرفيع والسجايا الحميدة أيقونة الجمال في الحياة والمنصة الحقيقية لا الافتراضية التي يشع منها ضياء السعادة والمتعة النفسية والبصرية في وجوه الناس كافة وإن اختلفت ألسنتهم وألوانهم.!