بالأمر الملكي الكريم أ/56_في 23_2 1391هج(1971م) قصّ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل(مستشار خادم الحرمين الشريفين) شريط مشوار إبداعه الإداري بالشواهد والأفعال وليس بالأقوال في إمارة منطقة أبها(عسير) وعلى مدى 37 عامًا بدعم حكومتنا الرشيدة، فانتقلت عسير على عهده بسرواتها وتهامتها من حياة الوعورة إلى اليسر في كل مجال، وأصبحت مقصدًا ومنارةً للتنمية_ القدوة_ للإنسان والمكان وتشد إليها الرحال.!!
وبتكليفه حاكمًا إداريًا لمنطقة مكة المكرمة في 1428هج (2007م) جاء بخطته العشرية التي شملت العاصمة المقدسة ومحافظاتها (17 محافظة) ومراكزها (حاضرة وبادية) وبالزيارات التفقدية التنموية الدورية مطبقًا توجيهات أولياء الأمر -حفظهم الله- بمهنية عالية، متخذًا منهجًا عمليًا وعلميًا مستمدًا من نظام إدارة البلاد وتطويرها .
وعلى الرغم من مهامه الجسام فقد جعل واجبه الوطني ذروة سنام اجتهاده وأولوية في منافحته الحقة عن وطنه شعرًا ونثرًا ورأيًا، فهو من أزاح الخمار الهلامي عن منهج (الغفوة) الخفي الذي عانى منه الوطن وشبابه كثيرًا، ووقف في وجه تيار التغريب الذي تسلل نزقًا لمشهدنا الثقافي ذات عقد وواجهه بكل اقتدار مبينًا عوار ما سُميَت عبثًا بالحداثة.!
وهاهو : يحمل لواء خدمة لغتنا العربية المقدسة تحدثاً وخطابةً وكتابةً داعياًً كل مسؤول ومواطن في وسائل الإعلام والتعاملات الحكومية والخاصة لذلك ، مستنكرًا فعل كل من يلجأ لتضمين حديثه بمصطلحات أجنبية ليثبت (ثقافته) في وسط مجتمعه .!!
وفي الوقت نفسه لم يغفل عن الاهتمام بالتراث الوطني وضرورة إحيائه (سوق عكاظ) مثلا.!
ومن حظي بحضور لقائه الأسبوعي والمنتدى الفكري الذي يخصصه للقاء وجوه المجتمع وشبابه سيزداد إعجابًا بشخصه الكريم من حرصه الشديد على الحوارات الهادفة وتبني الأفكار الجيدة والثناء على أصحابها.
وبمناسبة زياراته التفقدية المعتادة لمحافظات منطقة مكة المكرمة الجنوبية (الليث وأضم والعرضيات والقنفدة)، أطرح على سموه الكريم فكرة تأسيس شركة زراعية استثمارية مساهمة لاستغلال الإمكانات المتوفرة في أشهر أودية المملكة بتهامة وخصوصًا أودية ( الأحسبة وقَنونى ويَبة وحَلي ) بمحافظة القنفدة، لاسيما وعلى جميع هذه الأودية وخصوصًا الثلاثة الأخيرة سدود عملاقة أقامتها حكومتنا الرشيدة مع وجود ملايين الهكتارات من الأراضي الطينية الخصبة، ولن تكون الحيازات الصغيرة منها التي تعود ملكيتها للمزارعين عائقًا في تحقيق أبرز أهداف الشركة الرئيسة، وهو توفير حاجة السوق المحلية من الخضار والفواكه والحبوب وتصدير الفائض عن حاجة السوق واستقطاب الأيدي العاملة من أبناء المنطقة خصوصًا وأبناء المملكة عمومًا.
ولعل دراسة المقترح مع الجهات ذات العلاقة يدعمها لترى النور قريبًا بإذن الله ويكون رافداًا معززًا لرؤية الوطن 2030 ، وسينعكس ذلك نماءً وتطويرًا لإنسان ومكان المحافظات الجنوبية لمنطقة مكة (الليث وأضم والعرضيات والقنفدة ).