لا.. أنا لم أكتب لأعلم أحد، ولكن كتبت لأعبر عن وجهة نظري حول المشاعر، ربما يتعلم منها البعض وربما البعض الآخر لن يراها تعلم أو توحي بولادة فكرة أو شعور ربما يغير مساره..
أكتب خربشات تعزف على أوتار القلوب، سواء كانت القلوب العامرة الرقيقة البيضاء النقية أو القلوب التي عُطلت شفرات الأحاسيس فيها وتجلطة المشاعر وتوقفت نبضات الحب في حُجراتها واغُلقة مسالكها بوجه الأحاسيس التي تنقل المشاعر.
وقد تكون خربشاتي في عالم المشاعر لها أكثر من معنى، ومنها الخربشات التي تزور إحساسي فجأةً تجعلني أكتب وأكتب بدون التدقيق بالكلمات وترتيبها، فتكتفي هذه المشاعر أن ترتب الكلمات مرة واحدة فقط ولا تعدل بعدها..
نعمة الحب؛ لا يقدرها كل إنسان إلا إذا خسرها، ولا يستطيع الإنسان أن يعيش دون طاقة الحب المكنونة في داخله، ونحتاج إلى طاقة المشاعر والاحاسيس لنعيش عليها، ما فائدتك في الحياة إن كنت دون إحساس؟ دون مشاعر؟ دون مبالاة لأحاسيس ومشاعر غيرك؟
الأحاسيس والمشاعر موجودة لدى كل إنسان، ولكن هناك قلوب لا يتولد عندها الحب، إما أنها تترجم الأحاسيس والمشاعر بطريقة مشوهة، وإما أنها تمنع مشاعرها من الوصول إلى القلب..
هكذا هو الإنسان كتلة من المشاعر، ومختلف بالتفكير وقوة المشاعر وبكل شيء، فكل إنسان يريد أن يفرض نفسه ويدافع بالمشاعر التي تدفعه للأمام ليتغير للأفضل.
إن الحب الخالد عصا سحرية، تسحر القلوب المتحجرة الجافة، والطبائع المتمردة العاصية، وتسوقها إلى أي جهة تشاء، فالحب شعلة إذا التهبت أحرقت كل ما سواه!. والحب هي أمنية غالية، وأمنية كل تقي، وبغية كل طالب، ومقصد كل راغب، ومن أراد عيشة هانئة!! جميل أن يعيش الحب اللجين الخالص، الخالي من الغش، والمعين الذهبي الصافي من الكدر..
فالحب كتلة مشاعر تجعلك تملك من تحب، لا كبر ولا عجب ولا تعالي ولا خيلاء ولا جبن ولا خوف ولا هم ولا حزن ولا تباغض ولا حسد ولا عيب من العيوب النفسية أو علة من العلل القلبية.
والقلوب التي أعرضت عن الحب توقفت عن عملية ترجمة حياتها إلى مشاعر، وهذه المشاعر هي الوجه المعبر عن الحب، والحب لا يولد من العدم، ولا يمنع فيض المشاعر من الوصول إلى القلب الخالي..
إذاً لا تترك مشاعرك تقودك حيث تشاء، لا بد أن تميز بين العقل والقلب، فلو تركت مشاعرك تسيطر عليك لانقلب حالك من سيء لأسوء، فلابد أن تتحكم بمشاعرك وتسيطر عليها وترشدها إلى من تتحرك ولا تجعلها هي من تحركك بكيفها.
إذا وجدت فيمن تحب شيئاً لا يعجبك، أزعل - أغضب - عاتب - لكن لا تخاصم - لا تجرح - وإياك أن تلوّح بالفراق! فإن المحب لا يستطيع تخيلها، فضلاً عن النطق بها!!
سيزول الهم والكدر وتبقى مرارة أنك استطعت التهديد بالقتل! وسيتغذى الخوف على استمرار امتلاكك لأداة الجريمة ويتسرب الأمان من الروح المتوجسة خيفة أن تصدر الحكم ذات ضعف.
ترويقة:
قد يفقد الإنسان من آدميته إذا تجرد من مشاعره، فالحب والإحساس والمشاعر هي التي تبني الإحترام والسلام! وفي النهاية المشاعر هي الإنسان، عذرا ارفق بالمشاعر، فالإنسان كتلة من المشاعر..
احذر أن تقتل المشاعر، فلن تملك ساعتها - في الغالب - فرصة "للاستئناف" أو "النقض"، وما قيمة الإنسان بلا مشاعر وأحاسيس، وهل يستمر الكون بدون توفر هذه المشاعر..؟
بالتأكيد لا.....!
ومضة:
لا ينعدم الحب، حيث توجد مشاعر إنسان.