عندما سئل فولتير عن الذين سيقودون البشرية، قال: "الذين يعرفون كيف يقرأون"، ويقول فيكتور هوجو: "على المرء أن يتعلم القراءة كأنه يتعلم إشعال النار، فكل كلمة هي بمثابة الشرارة". فالقراءة والمعرفة عدو الجهل والخرافة والتخلف، وهي السبيل الوحيد لإنتاج المبدعين والمخترعين والأدباء والمفكرين، وإنتاج الأمة القائدة، لأن القراءة أساس كل إنتاج علمي أو فكري أو ثقافي.
إن عقولنا تتعامل مع الأشياء عبر وسيط معرفي، وعلى مقدار ما نقرأ يتحسن ذلك الوسيط، وبتحسنه يتحسن فهمنا، وتتحسن معه نوعية حياتنا، ولتنشيط هذه الوسائط فإن السبيل الوحيد هو القراءة.
ومن جميل ما قيل في هذا الجانب ما ذُكر عن عباس محمود العقاد أنه قال: "القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعمارًا أخرى، هي أعمار العلماء والكتاب والمفكرين والفلاسفة الذين يقرأ لهم".
وما من عالم كبير أو مخترع عظيم إلا وكانت القراءة الواعية المستمرة وسيلته إلى العلم والاختراع. فهذا فيلو مخترع التلفزيون، والذي كان همه أن يجمع بين الصوت والصورة، فقرأ كل ما في مكتبة المدرسة عن الضوء والصوت، حتى توصل إلى اختراع التلفزيون.
توصلت دراسة أجراها باحثون من جامعة ساوثرن كاليفورنيا الأمريكية إلى الفرق بين نشاط الدماغ أثناء القراءة السطحية العادية وكذلك القراءة المركزة، فتبين عن طريق تقنيات تصوير الدماغ وجود فرق بين الحالتين في مناطق الدماغ التي تتعلق بالانتباه كما كان متوقعًا، كما أظهرت القراءة المعمقة أثرًا كبيرًا ونشاطًا دماغيًا شاملًا، وبدأت مناطق كثيرة ومنها مناطق اللمس والحركة من الدماغ بالعمل، وكأن القارئ يتخيل الأحداث، مما يدل على فائدة القراءة وارتباطها بالخبرات الجديدة، وزيادة نشاط الدماغ.