بطلب رسمي من حكومة اليمن الشرعية، أخذت المملكة العربية السعودية على عاتقها الاستجابة الفورية لنجدة الملهوف، وأذنت للأشقاء والأصدقاء في تحالف عربي هدفه نبيل لعودة اليمن لحضنها العربي، وتخليصها من مليشيا انسلخت من هويتها، وارتمت في أحضان ملالي إيران الطامحين لهيمنة فارسية، فانطلقت "عاصفة الحزم" في 26 مارس 2015 م؛ لتحرير اليمن ثم تبعتها "إعادة الأمل" وها هو العام السادس يكاد أن ينصرم وما يقرب من 75% من اليمن قد تخلص من سيطرة الزمرة الحوثية "الإيرانية" الانقلابية. والعمل جارٍ على قدم وساق لاستكمال تحرير ما بقي من اليمن وإعادة الشرعية لوضعها الطبيعي فيه.
كل ذلك يتداوله الإعلام العالمي صباحًا ومساءً، ولكن لم يجد الجانب الإنساني الذي تقوم به المملكة العربية السعودية تجاه المناطق المحررة من عمل إنساني غير مسبوق لليمن ما يستحق من الضوء بقصد وربما بدون قصد.
فلم تشهد الصراعات في العالم قديمًا وحديثًا فوق كل أرض وتحت كل سماء مثل ما تفعله المملكة العربية السعودية نصرة ومواساة لشعب اليمن الشقيق، فهي وعلى الرغم من تعرض أراضيها وحدها الجنوبي على وجه الخصوص لخطر المئات من الصواريخ البالستية الإيرانية والطائرات المسيرة المفخخة والتي نجح سلاح الدفاع الجوي في تدميرها قبل وصولها لأهدافها، ناهيك عن فقدها لشهداء من جيشها ورجال أمنها، ها هي وحتى ساعة الفراغ من كتابة هذا المقال قد وصل مجموع ما ضخته السعودية في البنك المركزي اليمني أكثر من ثلاثة مليارات من الدولارات كوديعة تحفظ بها استقرار سعر الريال اليمني؛ لكي لا ينهار بسبب تلاعب الزمرة الحوثية باقتصاد اليمن المتواضع في الأساس، وقيام هذه الزمرة الانقلابية بتزوير العملة اليمنية؛ مما جعل الحكومة اليمنية الشرعية تطلب العون العاجل من المملكة لدعم بنكها المركزي في العاصمة المؤقتة عدن وهو ما لبته المملكة فوراً ودون إبطاء.
ثم ها هي المملكة تدعم ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين أنفسهم بأربع رافعات تسهيلًا لوصول الإمدادات الغذائية والصحية للمواطنين اليمنيين.
ناهيك عن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية العالمي الذي يقدم المساعدات لمحتاجيها من اليمنيين دون تمييز مع استضافة دائمة لحكومة اليمن الشرعية منذ الانقلاب الحوثي 2014م، وصرف رواتب جيش اليمن الوطني الشرعي ومدِّه بالذخائر والأسلحة اللازمة لدحر الانقلابيين، وإتاحة الفرصة لحوالي ثلاثة ملايين يمني للعمل في جميع مناطق المملكة وبتسهيلات لم تعط لغيرهم.
فهل سجل التاريخ موقفًا إنسانيًا كالذي قامت به حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان نحو حكومة وشعب اليمن الشقيق؟