الصداقة أحد أهم الروابط الاجتماعية التي تربط بين شخصين أو أكثر في علاقة استثنائية يسودها الاحترام والتقدير المتبادل وتبادل المصالح وقضاء الحوائج والتعاون على نوائب الدهر وحفظ مكانة كل طرف لدى الآخر، قد يكون طرفي الصداقه متكافئين في تبادل عوامل الصداقه وهو أحد أهم عوامل استمرار هذا المشروع الاجتماعي الهام، وقد يكون طرف أفضل من طرف ومع ذلك يحافظ الأفضل على حفظ واستمرار الصداقة من باب الوفاء والمروءة كما يقال (بيننا زاد وملح)، ولا يلتفت إلى الفوارق أو النواقص من باب عزة النفس وغض الطرف لأجل حفظ الصداقة أو الصحبة أو حفظ توازن الحياة، لان وجود هذه الفوارق أو الاتجاهات قد جعلها الله لحكمة يعلمها رب العالمين٠
وكلما كان أساس الصداقة أو الصحبة الصلاح والتعاون على الخير كلما كان عمر استمرارها أطول وأدوم وعاقبتها أفضل وأحسن في الدنيا والآخرة، أما إذا كانت خلاف ذلك فهي أقصر عمرًا وأسوء عاقبة٠
وكما يقال (الصاحب ساحب)، وقد أعجبني أحد الإخوان عندما وصف الصديق بالمصعد الذي إما يصعد بك إلى الأعلى أو ينزل بك إلى الأسفل، ولاشك أن اختيار الصديق أو الصاحب من أصعب قرارات الإنسان أمام متغيرات الحياة وظروفها وضغوطها، وقد وصف النبي "صلى الله عليه وسلم" الجليس الصالح بحامل المسك ووصف الجليس السوء بنافخ الكير، وهذا بلاشك منهج ومقياس في اختيار الصديق أو الصاحب أو الجليس، وفقنا الله وإياكم لصحبة الأخيار وكفانا شر الأشرار٠