في المناظرة الأولى بولاية أوهايو بين الرئيس الأمريكي الظاهرة ترمب الجمهوري (المولود 1946) الأصغر من منافسه على الوصول لكرسي الرئاسة الأمريكية والنائب السابق لباراك أوباما الرئيس الأمريكي السابع والأربعين، جون بايدن الديموقراطي (المولود 1942) الطامح في فوز حزبه بقيادته هذه المرة.!
لقد شهد العالم أسوأ مناظرة ومنابزة في تسعين دقيقة بالبلد الأقوى في العالم بشهادة الإعلام الأمريكي نفسه والصحافة العالمية..!!
ولقد رأينا وسمعنا مواطناً أمريكياً هوجو بايدن يحقِّر رئيس بلاده ياللفظ والإشارة وينتقص من خطة عمله طوال أربع سنوات مع أنه كان نأئباً لرئيس ديموقراطي سابق لم ينجز ويحقق لبلاده ماحققته رئاسة ترمب والشواهد الاقتصادية والسياسية كثيرة.!
ولعل أبرز ما أتهم به بايدن في هذه المقابسة ترمب قوله أنه " جرو بوتين"..!!
كناية عن علاقة ترمب بالرئيس الروسي وهي تفس التهمة وإن كانت بطريقة أخرى والتي حاولت هيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية السابقة للرئاسة الأمريكية اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية السابقة لصالح ترمب والتي فاز بها ترمب..وقد برأت المحاكم الأمريكية ترمب وفريقه من تلك التهمة الانتخابية لاحقاً..!!
بل لقد تطاول بايدن على رئيس بلاده بقوله له " اخرس"..! وأنه "عنصري"..! وكاذب..! "ومهرج.".! وأسوأ رئيس مر على الولايات المتحدة الأمريكية..!! فماذا بقي لترمب من صفات تبقيه رئيساً لأمريكا بعد هذا التشريح..؟!
والملاحظ أن بعض الولايات الأمريكية التي يقودها ديموقراطيون هم من غضّوا الطرف عن قتل السود المتظاهرين ومثال على ذلك قتل الضابط الأمريكي الأبيض ديريك تشوفين للمواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد خنقاً والذي فجر بقتله المظاهرات الصاخبة الأخيرة للسود في أمريكا.!
وفي الجانب الآخر لجأ ترمب إلى وصم منافسه بايدن بالرشوة حين قال بتلقي ابن بايدن مبلغاً قدّرَه بثلاثة ملايين ونصف المليون دولار من زوجة عمدة موسكو في روسيا..!
كما وصفه بالغباء حتى أيام دراسته وطيلة سبعة واربعين عاماً في الحكومة الأمريكية بجميع المواقع التي شغلها، وهو صاحب قرار..وتسلم من إدارة أوباما اقتصاداً أمريكياً هزيلاً، وأنه دمية في يد اليسار الراديكالي.
ويبدو أن هذه الديموقراطية (المخلّعة الأبواب) بهذه الثقافة الشتائمية التي توَهَم بعض أبناء جلدتنا العرب والمستعربين بأنها مطلب ضروري لتقدمنا وتطورنا وأن علينا أن نكتسبها ونمارسها ونعض عليها بالنواجذ فهاهي قد أسفرت عن وجهها القبيح ممثلة في أبرز عنصرين (ديموقراطي وجمهوري) يطمحان لرئاسة أقوى بلد بهذه الديموقراطية الشوهاء في الثالث من نوفمبر القادم 2020..!!!
وكأنها تدعو لمنح الرئاسة كمكافأة نهاية الخدمة العامة لعجوزين تمتليء صيدليتهما المنزلية بأكوام من أدوية الشيخوخة والعجز ولا مجال للشباب فيها..!!
فهلا أفقنا من غفلتنا وآمنّا بقدراتنا الذاتية واعتمدنا على الله تعالى ثم توجيهات شريعتنا الغرّاء(كتاباً وسنة) ممارسة وسلوكاً فهي الخيار الأمثل و الأنجع.
وهذا شاعر حكيم قد قال :
من عامل الناس بالإحسان يملكهم
إن النفس لتهوى كل محترم
ومن أساء فمحفور بأعينهم
من مفرق الراس حتى أخمص القدم