جاءت جائحة كورونا، وتوقفت الرحلات الدولية لتلقي بظلالها على موسم السياحة العالمي، ولتتجه بوصلة السياحة نحو الداخل، وتحديدًا إلى المنطقة الجنوبية، فتقاطرت القوافل السياحية إلى كل من أبها والطائف والباحة وإلى الأماكن الباردة في جنوب المملكة.
وأكاد أجزم أن البعض من هؤلاء السياح لم يسبق له أن زار هذه الأماكن السياحية في جنوب المملكة؛ نظرًا لأن اهتمامه كان منصبًا على السفر إلى خارج المملكة، وقضاء إجازته الصيفية هناك، ولكن رب ضارة نافعة كما يقال، فكان إيقاف الرحلات الدولية محفزًا لاكتشاف هذا الجنوب واكتشاف عادات أهله وتقاليدهم التراثية والثقافية والتمتع بجمال الطبيعة البكر والهواء البارد العليل.
كان من جملة هؤلاء السياح فئة غالية على قلوبنا ألا وهم إخواننا القصمان، وخاصة المشاهير منهم ورجال المال والأعمال، الذين نقلوا لنا عبر حساباتهم في منصات التواصل يومياتهم المليئة بالدهشة والإعجاب بما شاهدوه هناك، كما أبدوا لنا ملاحظاتهم على بعض المشاهد التي صادفتهم سواء كانت مشاريع متعثرة أو غلاء في الأسعار أو ترك المخلفات من قبل بعض السياح مما شوه جمال المكان، وهو الأمر الذي تجاوبت معه الكثير من الجهات فقامت بإصلاح ذلك الخلل في حينه.
ولا شك أن القادم إلى منطقة معينة ليس كالمقيم فيها، فالزائر قد يرى ما لا يراه أهل البلد نظرًا لكون ساكن المكان قد ألف المكان واعتاد عليه فلم يعد يرى عيوبه ومكامن النقص فيه
، بينما الزائر الجديد ينظر بعين الناقد البصير فيبدأ في طرح ملاحظاته وانتقاداته حول ما يراه.
وعندما أخص بالذكر إخواننا السياح من منطقة القصيم فلكونهم يتصفون بصفة جميلة ألا وهي خفة الروح وإبداء الملاحظات والانتقاد بروح النكتة دون تجريح أو تشهير، ولربما أن بعضهم لم يسبق له زيارة المناطق السياحية في المنطقة الجنوبية فجاءت ملاحظاته وليدة اللحظة فكانت صريحة وعلى السجية دون تكلف، وفي اعتقادي أن هذه الملاحظات والانتقادات التي أبداها سياح هذا العام للمنطقة الجنوبية سواء من أهل القصيم أو من غيرهم سوف تؤخذ بعين الاعتبار، وسيكون لها مردود ِإيجابي في المواسم السياحية القادمة بحول الله مما يؤدي إلى الارتقاء بالسياحة الداخلية ورفع مستوى الوعي السياحي في بلادنا.