" كانت مدينة جازان تشكو شحآ من المياه فلا يوجد فيها بئر ماء صالح للشرب مع تواجده تحت أمتار قليلة تحت الأرض إلا إنه ملح أجاج و طعمه كطعم ماء البحر الذي يحيط بالمدينة من ثلاث جهات.عدا  الجهة الشرقية التي يدخل ويخرج الناس منها وتسمى بالمطلع.!
 وفي أواخر عام 1373هجرية  تمكن الشيخ محمد سعيد بامهيرأحد تجار جازان باستقدام خبير مياه من إيطاليا، وعندما وصل الخبير إلى جازان بحثوا عن الأماكن التي توجد فيها المياه بغزارة وتسد حاجة المدينة لفترة طويلة من الزمن. فاستكشفوا القرى قرية قرية حتى استقر رأيهم على قرية الماطري التي وجدوا فيها المياه الجوفية تكفي لثمانين سنة كما ذكر لهم الخبير الإيطالي. وعلى الفور بدأ محمد بامهير بتقسيم العمل إلى قسمين. قسم لبناء الخزانات وقسم آخر لمد الأنابيب من الماطري متجهآ بها غربآ نحو مدينة جازان.! وفي ذلك الوقت لم تكن معدات الحفر متوفرة كماهي اليوم. فكان الحفر يتم عن طريق عمال يقومون بالحفر بمعاولهم. وكان _رحمه الله_ يتابع العمال وينصب خيمته قريباً منهم وكان يتنقل بخيمته حتى انتهى مد الأنابيب إلى الخزانات التي تقع على ربوة عالية من الجبل الذي يقع بالقرب من مبنى إمارة جازان.!
ومن هناك مد أنابيب إلى داخل المدينة فبنى بازان في سوق الميدان وبازان آخر على شاطىء البحر وبازانات أخرى في بعض الحارات.
وصادف عند انتهاء المشروع وصول جلالة الملك سعود بن عبد العزيز_ رحمه الله _في أول زيارة ملكية لمنطقة جازان وذلك في شهر صفر من عام 1374هج-1954م. فأقيم حفل كبير لإفتتاح المشروع . وتكفل الملك سعود غفر الله له بدفع تكاليف المشروع كاملة للشيخ بامهير   كأول مشروع مياه في المنطقة الجنوبية وجعله مبرة لوالديه منذ ذلك التاريخ حتى عام وصول تحلية المياه لجازان .!
وكان الماء ينقل إلى البيوت إما عن طريق سقّاء يحمل الماء على كتفيه في تنكتين حتى يضعه في الزير أو عن طريق عربية فيها برميل يجرها حمار أو على ظهر حمار يحمل أربع تنكات وكان الناس يسمونها (زفة) والزفة قيمتها آنذاك أربعة قروش .فمكث الناس عدة سنين حتى بدأ مد الأنابيب إلى المنازل.
وبعد أن افتتح جلالة الملك سعود المشروع أمر بتوزيع المال على الحاضرين في الحفل رغم كثرتهم وكانت العملة في ذلك الوقت بالريال العربي المصنوع من الفضة. وكان المسؤول عن التوزيع يضع يده في كيس الخيش المملوء بالريالات الفضة ويعطيها للرجل أو المرأة ويمر على الآخر فيعطيه كسوة .! "
 وكما كان حال جازان فقدكانت مدينة القنفدة تعيش نفس ظروف جازان وبعد وصول جلالة الملك سعود إليها على عهد أميرها معالي الشيخ إبراهيم بن عبد العزيزالبراهيم  أوضح معاليه للملك حال القنفدة مع شح المياه الصالحة للشرب وندرتها وحاجتها لمشروع سقيا حكومي ، فأمرعلى الفور_ رحمه الله_ بتنفيذ مشروع مياه القنفدة من آبار إرتوازية حفرت للغرض نفسه في بلدة احد بني زيد شرق القنفدة  ومدت الانابيب للقنفدة بطول 15  كيلاً فتم اكتمال هذا المشروع عام 1375 هجرية كثاني مشروع للمياه على مستوى  الجنوب الغربي من المملكة.
وقد كانت تلك الزيارة الملكية الخاصة لتفقد أحوال المواطنين والوقوف على احتياجاتهم  في مدن وبلدات ساحل البحر الأحمر غرب المملكة في الباخرة الملكية التي كانت تسمى باسمه (الأمير سعود) فبدأ بزيارة بلدة الليث ومدينة القنفدة وبلدة البرك وبلدة القحمة ومدينة جازان.واقيمت بين يديه أيام زيارا ته الاحتفالات الشعبيه ابتهاجاً بقدومه الميمون وشاع بين الناس لقبه" أبوخيرين".!
رحم الله جلالة الملك المؤسس عبدالعزيزبن عبدالرحمن آل سعود  وأبناؤه الملوك الميامين سعود وفيصل وخالدوفهد وعبدالله
واسبغ الله على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز موفور الصحة والعافية ووفقه وولي عهده صاحب السمو الملكي الأميرمحمدبن سلمان بن عبدالعزيز لكل مافيه رفعة وعزة ورخاء وسؤدد المملكة العربية السعودية..
--------------------------
* أفاد الكاتب من مقالتين للكاتبين عمر طاهر زيلع رئيس نادي جازان الأدبي الأسبق وعثمان محمد خولي نشرتا في صحيفة عكاظ تحدثتا عن جهود التاجر محمدبن سعيد بامهير لإيصال الماء لمدينة جازان .بتصرف..