من يوم إلى آخر يُدعم التواجد العسكري التركي في ليبيا ويستمر تكديس الأسلحة هناك فيحتدم الصراع وتتحرك الميليشيات المستقدمة من بؤر التوتر لإراقة الدماء فيزداد عدد الضحايا لتتسع هوة العداء بين أبناء الشعب الواحد، المتناحرين والمدفوعين من طرف عدوهم المشترك السلطان العثماني الجديد الحالم بالسيطرة والتوسع.
رويدًا رويدًا،أصبح جنوب البحر الأبيض المتوسط مرتعًا للسفن الحربية التركية وهدفًا استراتيجيًا طمعًا فيما أظهرته لهم الخرائط الجيولوجية لتلك المنطقة من احتياطات نفطية وغازبة هامة. ولعل " تحرش" البحرية التركية بالسفن الفرنسية المارة من هناك سيغير من موقف حلف الناتو من هذه المسألة وعلى الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي أن يعملا على إفشال النوايا التركية التي نتج عنها ازدياد عدد المهاجرين الأفارقة عبر " زوارق الموت" نحو الشواطئ الأوروبية والذي سيشكل عبئًا على اقتصادياتها في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها بسبب جائحة كورونا.
ثم لاننسى أن تواجد تركيا بالقطر الليبي الشقيق سيسهل لها التغلغل في القارة الإفريقية لترويج منتوجاتها الصناعية والفلاحية وهو جزء من حلم أردوغاني بإحداث امبراطورية عثمانية مزعومة.
فهل سيكون الاعتداء التركي الأخير على العراق بدعم إيراني بداية تحرك المجتمع الدولي وتغيير في مواقف الدول ذات النفوذ القوي واستصدار قرارات أممية ملزمة توقف هذا المارد العابث بحرية الشعوب والسيطرة على مصيرها مثلما هو الشأن حاليا بليبيا التي أصبحت مرتعا للمرتزقة والإرهابيين الذين أنهوا مهمتهم القذرة في تشتيت الشعب السوري الشقيق؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب تونسي