منذ آلاف السنين ونظرية المؤامرة غزت عقول البشر، حتى أصبحنا بالكاد نستطيع التفريق بين حقيقة الأمور التي تحدث حولنا، البعض صار يتغنى بالمؤامرات، ونسب كل مصيبة في الكون للمؤامرات والشائعات وأن الجميع يريد هلاكنا.
حتى الأوبئة والأمراض المعدية، نُسبت للمؤامرات والشائعات والنظريات التي تبناها البعض، زاعمين أن الفيروسات الفتاكة وانتقالها كان من المتآمرين ضدنا، فصنعوا لنا فيروسًا ونشروه.
كل الأمراض على مر العصور، الموت الأسود، الجدري، إيبولا، فيروس السارس وغيرها الكثير، كلها بدأت بنظرية المؤامرة، وبالرغم من أنها قتلت ملايين البشر على مر السنين إلا أن البعض ما زال يروج لتلك الأفكار، بل ويصدقها ويؤمن بها.
وعلى إثر ذلك وأسوة بأصدقائهم الذين سبقوهم في تلك النظرية، طبَّق البعض نفس السيناريو على "كوفيد -19" أو كورونا"، الذي ظهر قبل نحو خمسة أشهر في الصين، وأخذ ينتشر بسرعة كبيرة في مختلف دول العالم، ورغم ذلك الانتشار الهائل لم يصدق معظمنا أن الفيروس حقيقي، بل ألصقوا الأمر بالمؤامرة حتى وصل الفيروس لدولهم، وانتشر سريعًا وقتل منهم من قتل، ولا يزال العالم يواجهه بلا علاج أو حتى لقاح.
حسنًا الموضوع مجرد مؤامرة وكذبة وشائعة صنعتها الصين أو أمريكا أو أي دولة، نحن فعلًا نتمنى أن تكون كذلك حقًا، لأننا لا نُريد أن نشهد موت أحبتنا على يد أفكارنا، وتهيؤات لا أساس لها، مجرد فرضيات صنعناها على مر العصور، ليته شائعة وليس بحقيقي وأرقام الإصابات والوفيات وهمية، وأن المرضى ممثلون، ويعانون مرضًا آخر، وليس "كورونا" سريع الانتشار الذي أودى بحياة أكثر من 400 ألف شخص حول العالم، والأرقام في زيادة ما لم نتوقف عن التفكير بهذه الطريقة، ونركز جهودنا على الحد من انتشار الفيروس ومن ثم إنهاء وجوده. حاسبوا الصين أو أمريكا أو أيًا من كان الفاعل، حاسبوهم في وقت آخر، فقط نريد انتهاء هذا الفيروس.
نحن بشر عاديون لسنا سياسيون، أو نملك نظرة للمستقبل، أو نقرأ ما يدور حولنا. بشر لديهم عائلة ووظيفة وحياة، لديهم أنفسهم، لا نعرف معنى "المؤامرات" أو حتى من يحيكها لنا. لدينا هدف وهو إعمار الأرض، والعيش في سلام، فما الفارق لدينا إن علمنا أن الأمر مؤامرة أم لا؟ أخبرني فقط كيف أتخلص من المرض؟ وأترك لك أمر النظريات والمؤامرات.