مهما عبرنا لا نوفيهم حقهم، إنهم الأمنيون السعوديون، هؤلاء الأبطال بلا منازع الذين أسعدوا ملايين المعتمرين خلال هذا الشهر الفضيل بحرفيتهم العالية، فقد أجمع المهتمون هناك على أن الأعداد الهائلة من ضيوف الرحمن لهذه السنة لم يشهد الحرم المكي مثيلا لها طوال المواسم الماضية، زد على ذلك القمم الثلاث التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين، وما ترتب عن ذلك من تخصيص قوة إضافية من أمن المنشآت والشخصيات، وهو هيكل خاص ذو حرفية عالية ومساهمته فعالة في ضمان الأمن والسلامة.
واستعدادا للشهر الفضيل، نذكر بأن سمو وزير الداخلية، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، تعددت زياراته إلى المنطقة المركزية بمكة رفقة مساعده الفريق أول سعيد القحطاني مع التواجد المستمر لمدير الأمن العام الفريق أول خالد الحربي حيث كانوا جميعهم منشغلين بتوفير الراحة وتيسير تفويج المعتمرين، فكنت ترى رجال الأمن في كل مكان مدعومين بفرق الدفاع المدني تنفيذًا للخطط المعتمدة للتدخل عند الاقتضاء مع الإعداد المحكم للآليات الضرورية للإنقاذ والإسعاف المعدة للغرض.
ومما يدل على الاهتمام المتزايد بأهمية الحدث، فقد تم تعزيز الفرق الأمنية بطلعات لطائرات مروحية أمنية من شأنها الرفع من جاهزية ومساعدة الفرق الراجلة لجميع القطاعات الحكومية والجمعياتية المتدخلة لرصد الحشود على مدار الساعة والتنسيق بين الهياكل المكلفة بتأمين وسلامة حركة المعتمرين داخل المنطقة المركزية للحرم وخارجها وتوضيح الصورة حول الوضع المروري من وإلى مكة وتوفير الأمان للاجواء فوق الحرم.
فقد تعجز اللغة عن التعبير بمشاعر العرفان لهؤلاء الأبطال الساهرين على مدار الساعة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن وتوفير أسباب الراحة والطمأنينة لهم وتشهد بذلك وسائل الإعلام العالمية والمقاطع الناطقة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الدالة بوضوح على أن رجل الأمن السعودي من أبرز شيمه التضحية والصدق والوفاء لمبادىء أرستها قيادة المملكة من منطلق المحافظة على الأمانة الإلهية التي شرفها بها المولى تعالى حين جعل من مكة المكرمة ومن بيته العتيق قبلة العروبة والإسلام وعاصمتهم المقدسة على الدوام.