أسعدتني شخصية فريدة في مجتمعي وهي تُسخر وقتها وفكرها من أجل قضية حماية البيئة والسعي للمحافظة على الموارد الطبيعية من الهدر بعمل دؤوب من قلب مواطن صادق مخلص يعمل في كل اتجاه للمساهمة في التخفيف من الآثار السلبية لاختراقات الإنسان ضد البيئة، والعمل على إيجاد بيئة سليمة خالية من التلوث، حتى استطاع خلال عقدين من الزمان أن يلفت الانتباه الى ذلك العمل الوطني التطوعي الذي يقوم به.
عرفت البروفيسور عبدالله بن سليمان الفهد أستاذ المناهج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ونائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية منذ أكثر من 3 عقود، وتحديدًا عام 1409هـ، خلال دراسة حضرتها بالجامعة في ذلك العام، وتعرفت عليه أكثر بعد عودته من المملكة المتحدة بعد حصوله على درجة الدكتورة، حيث تسلم بعد فترة بسيطة منصب نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية والتي من خلالها تابعت عمله في ذلك المجال.
وزاد حرصي على متابعة نشاطه ذلك كمهتم بالإعلام البيئي بعد إطلاعي على بحث منشور له بعنوان "التربية البيئية: فلسفتها، أهميتها، أهدافها، قيمها، ومفاهيمها ومنهجيتها في التربية الاسلامية"، واهتمامه بالجانب البيئي في كتابه الموسوم بـ"المناهج الكشفية الموحدة في الدول الأعضاء لمكتب التربية العربي لدول الخليج"، ومشاركته بورقة عمل في المؤتمر الكشفي العربي الـ24 الذي عقد بالقاهرة عام 2004م والتي كانت بعنوان "دور الحركة الكشفية في مكافحة ظاهرة التصحر"، وتوَّج ذلك بمبادرة المشروع الكشفي الوطني لنظافة البيئة وحمايتها عام 1430هـ، الذي جاء بتعاون وتكاتف منه ومن سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التعليم آنذاك، حيث انطلق من روضة الخفس ومتنزهات الثمامة بالرياض والتي جمع خلالها الكشافة في تلك المناسبة أكثر من 28 طنًا من المخلفات فضلًا عن الفعاليات التوعوية وغرس الأشجار.
واستمر ذلك المشروع حتى يومنا هذا، وتوج بأن يكون أحد أبرز البرامج على مستوى المنظمة الكشفية العالمية التي ينتمي لها اكثر من 160 جمعية حول العالم تضم حوالي 40 مليون كشاف، ولم يكتف بذلك بل دعا لأن يكون لجمعية الكشافة مشاركة فاعلة في الاحتفاء بـ"ساعة الأرض"، والإشراف على العديد من المبادرات البيئية، وتسخير قلمه وحساباته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي للجانب البيئي ومنها البيئة الفطرية، وهدر المياه، وتدوير النفايات، وكيفية التعامل مع المرافق العامة والإساءة المتعمدة للبيئة، وعدم الاهتمام بأبسط قواعد النظافة العامة، حيث يؤكد دائمًا على أهمية سلامة الفرد وصحته، وأن ذلك من سلامة البيئة التي يعيش فيها ويتعامل معها بكل احترام، ولن يتأتى لنا ذلك من دون نشر وعي بيئي سليم بين كل الطبقات .
إن ما يلفت الانتباه لتلك الشخصية في تغريداته على "تويتر" من وقت لآخر، هو حرصه على تحقيق التوازن بين التنمية والبيئة، والدعوة إلى الاهتمام بالحفاظ على حق الأجيال المتعاقبة في الحياة في بيئة صحية وآمنة خالية من تلوث الهواء والماء، وأن يُكافح المجتمع التصحر، ويرشد في استهلاك الموارد الطبيعية.
إنني من خلال هذا المنبر، أدعو وزارة البيئة والزراعة والمياه إلى تبني ترشيح الدكتور عبدالله الفهد والمخلصين امثاله تجاه البيئة للحصول على تكريم برنامج الأمم المتحدة للبيئة(UNEP) ، تقديرًا وعرفانًا لجهودهم المخلصة في مجال حماية البيئة، ومكافحة التصحر، ونشر الرقعة الخضراء، وتسخير جميع الإمكانيات لحماية البيئة والمحافظة عليها.